كامبوس .. جماهير "ريال مدريد" تبدو أكثر تفاؤلاً من جماهير البارسا في "الكلاسيكو" المقبل , والسبب بوضوح تفرغ لاعبي "الميرينغي" لهذه المباراة وجاهزية صفوفهم دون إصابات مؤثرة فضلاً عن تفرغهم الكامل للبطولة , بعيداً عن لغة العواطف , ألا تعتقد أن "ريال مدريد" الأقرب للفوز باللقاء ؟
في مباراة كرة قدم كل شيء متوقع الحدوث، و لكن ان لعب البارسا بنفس مستوى المباريات الأخيرة و كنا أوفياء بالكامل لطريقة لعبنا فإن الأوفر حظا بالفوز هو البارسا. نعتمد على أنفسنا من اجل الفوز على الريال و إن حافظنا على نفس طريقة اللعب فمن الصعب جدا خسارة هذه النقاط الثلاثة، و إن لم نقم بذلك فإن الميرينغيز سيحققون مسعاهم.
طبعاً .. سيواجه البارسا خطر غياب "إيريك أبيدال" في مركز الظهير الأيسر , آخر المقترحات لسد هذه الثغرة كانت في وضع "ميليتو" أو "بويول" فيها بدلاً من "ماكسويل" , ماهي الحلول المقترحة منك لتغطية الثغرة التي قد يواجه فيها لاعبنا أهم لاعبي "ريال مدريد" وهو البرتغالي "كريستيانو رونالدو" ؟
هناك بعض الصور النمطية بين مشجعي البارسا و هي ليست صحيحة على الإطلاق. ماكسويل يقدم الآن مستوى اكثر من رائع. ليلعب كريستيانو أو أي مدريدي آخر في جهة ماكسويل، هذا لا يهم لأن البرازيلي سيقدم كل ما في جعبته وهو ما عمله خلال العشرة مباريات التي خاضها خلال اصابة ابيدال. لن أضع ميليتو أو بوجول في الجهة اليسرى لأن ذلك سيكون خطا فادحا. إنها نفس الصورة النمطية التي تتحدث عن عدم مناسبة ميليتو أو ماركيز او تشيغرنيسكي للبارسا، على الرغم من أنهم يقدمون مستويات جيدة. خلال لقاء الارسنال في مرحلة الإياب قدم الارجنتيني و المكسيكي مستوى طيب، و على الرغم من مستوى الارسنال الطيب فقد مزقنا شباكهم برباعية.
من بين المشاكل المحتملة للبارسا غياب "زلاتان إبراهيموفيتش" , هل يمكن التعويل على "تيري هنري" في هذا اللقاء أسوة بما فعل في المباريات الكبيرة مثل "كلاسيكو 2-6" , أو سيتم إسناد المهمة للاعبٍ آخر ؟ ومن الذي تقترحه ؟
متأكد تماما من مشاركة إبرا في البرنابيو، و لكن في حال كان سيغيب فأضع مكانه بوجان. دافعت كثيرا عن هنري و سأواصل ذلك لكن الفرنسي هو نفسه بدا عملية "انسحاب ذهني" من الفريق، فهو يفكر في عقده القادم و مستقبله. لقد أقر هنري بأن هناك لاعبين يقدمون مستويات تفوق مستواه مثل بيدرو و انييستا أو حتى جيفرين و بوجان، و من اللافت للانظار عدم مشاركته ضد الارسنال في الإياب. ربما يشارك الفرنسي في لقاءات مقبلة لكن ذلك لن يخفي حقيقة أنه يعد أيامه في الكامب نو.
دانييل .. في المباريات الأخيرة رأينا "بيب" يعمل بنظامٍ آخر غير "4-3-3" , حيث كان على طريقة "4-2-3-1" أو "4-3-2-1" في بعض المناسبات , أيهما تفضل الأسلوب القديم من "بيب" أو المستحدث منه ؟
قبل شهرين أو ثلاثة كان ميسي يلعب في الجهة اليمنى من الخط الهجومي مع حرية في التحرك ضمن خطة 4-3-3- ، و لكن حدث أن المدافعين كانوا حافظين لموقعه عن ظهر قلب و كانوا يعملون على ابطال خطورته بمساعدة من الجناح الأيسر أو حتى مدافع الوسط و هو ما حال دون تقديم ليو لجل موهبته و مستواه. و لكن مع ال 4-3-2-1- و 4-2-3-1 تمكن بيب من اخراج مدافعي الخصم من مراكزهم و هو ما منح الارجنتيني حرية كاملة في التحرك حيثما يشاء، في الوقت الذي بقيت الجهة اليمنى من هجومنا مغطى بشكل ممتاز عبر بيدرو و الفيس. عن طريق هذه النظام الجديد فإن ألفيس يتقدم أكثر بكثير و يشكل خطورة أكبر، كما أن ابرا و بيدرو و نفس ميسي يتحركون لخلق المساحات التي تسمح بدخول الظهيرين او حتى لاعبي وسط فريقنا. في الحقيقة لا تعتبر هذه الطريقة جديدة لأن الفئات العمرية في النادي تطبقها منذ زمن، و ما يفعله بيب هو نقل التجربة إلى الفريق الأول. إذا ما شاهدتم الأشرطة التي يظهر فيها ميسي بعمر الثانية عشرة أو الثالثة عشرة فسترون أنه كان يسجل نفس أهداف اليوم. جميع هذه الخطط رائعة في الواقع لأنها منبثقة عن الخطة الرئيسية 4-3-3. إن تطبيق أكثر من طريقة لعب في القاء الواحد يزيد من خطورتنا و يزعج المنافس بشكل كبير. لقاء الإياب ضد الأرسنال ساعدنا كثيرا على التحضير للكلاسيكو حيث خضنا لقاء ذا مستوى عال جدا و لعبنا بخطورة و بشدة، لن يكون الريال اكثر شدة من الأرسنال، و عليه فأننا سنخوض لقاء البرنابيو بوضعية ذهنية و جسدية مثلى.
وضح لأعضاء الفورسا سيد دانييل .. بعد الكثير من المباريات التي عانى فيها الفريق من تقلب مستواه في الفترة الماضية , عاد البارسا للإتزان وتقديم العروض الطيبة , ماهو سر تخبط البارسا تحديداً في شهر "فبراير" كما فعل في الموسم الماضي مع العلم أنه من أقل الشهور ضغطاً على الفريق من حيث عدد المباريات وفي ظل عدم وجود الكثير من الإصابات ؟
من المستحيل اللعب بنفس المستوى طيلة الموسم. في حين كان شهر ديسمبر مهما بسبب بطولة كأس العالم للاندية، و أشهر مارس و أبريل لأن الالقاب تتحدد فيها، فإن شهري يناير و فبراير كانت الأسوء هذا الموسم لأنها كانت تشهد تدريبات شاقة من اجل الخروج بأفضل صورة في مارس و أبريل. حصل معنا ما حصل في الموسم الماضي. و مع ذلك فقد قدمنا مستوى جيدا ضد اشبيلية في كأس الملك على الرغم من اقصائنا على يد الاندلسيين، كما أن بعض الاصابات ساهمت في التأثير على مستوى بعض اللاعبين و مع كل ذلك فلم نخسر إلا مباراة واحدة في الليغا و لدينا نقاط أكثر من الموسم الماضي. أكرر: من المستحيل تقديم نفس المستوى طيلة السنة، اللاعبون بشر وليسوا روبوتات.
لنتذكر كامبوس "كلاسيكو 2-6" ، حيث لعب "ميسي" في مركز قلب الهجوم مع وضع "إيتو" في الجناح الأيمن , هل يمكن أن يتكرر ذات السيناريو أم سيظل "بيب" وفيّاً لأسلوبه ؟
لا يلعب ميسي في الحقيقة في مركز ثابت، فلديه الحرية المطلقة في التحرك في الجبهة الامامية، و عندما يلعب في العمق فإن ابرا و بوجان يتمركزان على الأطراف. اعتقد أن الخط الهجومي هذا السبت ستضم بيدرو و إبرا و ميسي أمام تشابي و انييستا و بوسكيتش في خط الوسط. الخط الدفاعي سيضم ألفيس و بوجول و بيكيه (في حال تعافي) أو ميليتو و ماكسويل. فالديس بلا شك هو حارس المرمى. لن يلتزم ميسي بموقعه و سيعود لخط الوسط من اجل استلام الكرة و توزيعها.
لنتحدث بعيداً عن "الكلاسيكو" .. رأينا جدلاً في الأوساط الكتالونية حول قرار تعيين "يوهان كرويف" رئيساً فخرياً للنادي , ماهو رأيك في ظل هذا النزاع ؟
يستحق كرويف أن يكون رئيسا فخريا للبارسا، ليس لأنه كان لاعبا هاما، و لكن لأننا لهذا اليوم نعتمد على فلسفة الكرة التي أسسها في النادي. اختلفت الامور في برشلونة بعد قدوم الهولندي و فريقه الذهبي. طريقة اللعب التي اوجدها عشقها كل العالم و ساعدتنا على احراز البطولة الاورروبية ثلاث مرات في حين نقترب من الرابعة، و هي نفس الطريقة التي يرضعها أشبال البارسا في لا ماسيا. جوهان شخص طيب و رائع، و على الرغم من أنه كان يكتب في صحيفة الماركا طيلة فترة رئاسة نونييز إلا أنه من العدل أن يكون رئيسنا الفخري. و لكن في البارسا هناك العديد من الآراء و الأفكار و من المستحيل التوصل إلى قرار بإجماع جميع الاعضاء، و سترون حتى ان غواريولا سيكون له نصيب من الانتقادات في المستقبل. في حين كنت ناجحا فأنت الافضل، و لكن عندما تفشل فإن العصي ستسقط على رأسك من كل حدب و صوب.
هل من كلمةٍ أخيرة سيد دانييل كامبوس ؟
في النهاية أقدم سلامي إلى جميع البرشلونيين الذين نشعر بالفخر لتواجدهم معنا. سنعاني يوم السبت و سيكون اللقاء صعبا للغاية و الحكم كالعادة، ضدنا، و لكن نحن البارسا. لن يخيب بيب و رجاله آمالنا. عاش البارسا و عاشت كتالونيا.