by FàWéR Thu Jan 28, 2010 1:21 am
دعوات عربية لتجاوز الأزمة بين البلدين
مصر تحبس أنفاسها تخوفا من هزيمة إعلامية جديدة
عاد مسلسل الحديث عن تشنج العلاقات بين الجزائر ومصر. وبرز عشية المباراة المهمة التي ستجمع غدا بين الطرفين بأنغولا، عددا من الكتابات الصحفية والمبادرات الإعلامية العربية، وأخرى مصرية، الداعية لتهدئة الأوضاع. وهي المبادرات التي لقيت ردود أفعال مختلفة بين الأوساط الثقافية الجزائرية.
يعتقد الروائي والأكاديمي محمد ساري بأن المبادرات التي تحرّكها أطراف مصرية بغية تهدئة الأوضاع وتفادي العودة إلى صدامات مباراة 18 نوفمبر الماضي تكشف عن نيّة مصرية مبطنة للاعتراف بالخطأ. وهي الأخطاء التي انجر إليها كثير من المثقفين المصريين، على غرار علاء الأسواني ويوسف زيدان. ويضيف صاحب ''الغيث'' قائلا: ''أنا متأكد أن أولئك المثقفين وقعوا في فخ السلطة التي حاولت اختلاق جملة من الأعذار، بغية تبرير هزيمة أم درمان''. ويواصل بالإشارة إلى أن المصريين يحاولون في الفترة الحالية الاستفادة من الحكمة الجزائرية التي بانت، بشكل جليّ خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر، حيث لم ينساق الجزائريون أمام استفزاز الإعلام المصري. وعن تنبؤاته بنتيجة مباراة يوم غد والردود المصرية المحتملة، يقول محمد ساري: ''باعتقادي أن الجزائر حققت الانتصار الأهم والمتمثل في التأهل إلى المونديال وبالتالي مهما تكون نتيجة الغد سيفرح الجزائريون ويشعرون بالافتخار، خصوصا بعد الأداء الجميل الذي شاهدناه في مباراة كوت ديفوار''. ويختتم حديثه مع ''الخبر''، بالتأكيد أن المصريين ''براغماتيون'' في تعاملاتهم مع الآخرين. يدركون أنهم مرتبطين بمصالح عديدة مع الجزائر وبالتالي، فإنهم سيتفادون الدخول في حلقة ''صراع'' جديدة مع الجزائر ستنعكس عليهم سلبا.
من جهته، يرى الروائي كمال قرور أن المصريين يثبتون، من يوم لآخر، ذهنية ''النفاق'' حيث يقول: ''وجب أن نتذكر كيف ابتهجوا بهزيمة الجزائر أمام مالاوي''، قبل أن يغيّروا تدريجيا في آرائهم إزاء الجزائر. ويواصل قرور بالدعوة إلى أهمية التحكم في النفس وتفادي الخوض في ''النفاق'' المصري. وهو تقريبا التوجه نفسه الذي يذهب إليه الشاعر عبد الله الهامل، الذي يقول: ''أرى أنه من الجميل والمفرح أن يلتقي المنتخبان المصري والجزائري، في نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم'' مضيفا: ''باعتقادي أن مصر والجزائر تعيشان تقريبا ضمن نفس المشاكل. وتقتسمان نفس المحن. وبالتالي فمن الواجب التعقل وعدم الانحدار في مطب التجاوزات الإعلامية''. حيث يعتقد أن ''المخططات الإعلامية المصرية'' لن تقود إلى نتيجة إيجابية على أرضية الميدان. وتعلق عليها الشاعرة نوارة لحرش وتقول: ''برأيي أن دعوات التهدئة النابعة من الطرف المصري إنما تحاول إنقاذ نفسها من سقوط ثان، سيكون سقوطا أكبر إيلاما. بعدما سقطت سقوطا مذلا شهر نوفمبر الماضي''.
تتراءى انطباعات الأوساط الثقافية في الجزائر متعددة، ولكنها ربما تشترك حول محور واحد، يتمثل في دعوة الشارع الجزائري إلى عدم ركوب موجة ''ردة فعل''، لأن نتيجة المباراة وحدها على أرضية الميدان من سيحدد اسم المتأهل إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم، باعتبار أن اللّعب على أرضية الميدان هو نفسه من رفع الجزائر، إلى حظوة تمثيل العرب كلهم في مونديال جنوب إفريقيا .2010[b]