المستفيدين بيشجعوا.. ياريتنى كنت معاهم!
بقلم: أنور الوراقي
أولاً هناك خطأ لغوى فى منتهى البشاعة فى
سلسلة الإعلانات الشهيرة لنوع من أنواع المشروبات الغازية التى تستعمل تيمة
جعلتها مشهورة وهى "كذا بيشجعوا.. وإحنا معاهم" فالمفترض أن نقول على سبيل
المثال: "المستفيدون بيشجعوا.. ياريتنى كنت معاهم" هذا لأن المستفيدون
مبتدأ مرفوع وليس مجرور أو منصوب!
فأرجو من القائمين على الحملة الشهيرة تصحيح هذا الخطأ
اللغوى وأعدهم أننى سأصحح أخطائى اللغوية أنا أيضاً حين يشير أحد إليها
ويلفت انتباهى نحوها، وياريتنى ألاقيه!
وبادئ ذى بدء أحب أن أوضح أن العبد لله كاتب هذه السطور لا
تربطه أى صلات بقنوات الجزيرة أو القائمين عليها أو العاملين فيها أو
أصحابها أو أصحاب أصحابها وأصحابهم، وأنى لم أسافر إلى قطر طوال حياتى، وكل
علاقتى بهذه القنوات هى أنى أشاهدها بعض الوقت لأعرف أخبار العالم، أو
أتابع تقريراً هاماً على قناة الجزيرة أو ألتهم التاريخ التهاماً عبر
برنامج (مع هيكل) لأستاذنا الكبير (محمد حسنين هيكل) أطال الله عمره وقلل
من أعداءه، أو فيلماً وثائقياً هاماً على (الجزيرة الوثائقية) أو حتى فيلم
كارتون على (الجزيرة للأطفال) فما المانع؟! أنا أحب (توم وجيرى) مثلما أحب
(الأخوان رايت) وأتابع كارتون كابتن (ماجد) مثلما تابعت تجربة (يورى
جاجارين)، وإذا وجدت صعوبة فى تذكر هذه الأسماء فعليك بالعودة لمحرك البحث Google
والانطلاق من هناك للتذكر وليس المعرفة لأنى عارف إنك عارف كل حاجة لكن
الذاكرة ـ جزاها الله ـ أصبحت لا تحتفظ بالكثير هذه الأيام![/size]
أتابع الجزيرة لأشاهد مباريات الدورى الإيطالى والإسبانى
ودورى أبطال أوروبا فهل هذه علاقة محرمة أو علاقة مشبوهة أو علاقة قليلة
الأدب؟ والله إنها لكارثة لو تم اتهام هذه العلاقة بتهمة مثل هذه، وحتى لو
كانت متابعة الجزيرة فعلاً فاضحاً فليس عندى مكان آخر أتابع فيه هذه
البطولات إلا على هذه المحطات فأرجوك لو عندك الحل أكون شاكر ليك على ما
وفرته لى من ترفع وتسامى على مجموعة القنوات المغضوب عليها مؤخراً، وفى نفس
الوقت على توفيرك لعشرات الجنيهات التى أنفقها غيظاً وكمداً للاشتراك
عندهم وعند قبل أن تُباع وعند أوربت وشوتايم قبل أن
تنضما، ومن أجل هذا ياريت بالمرَّة تجد لى حلولاً لكل هذه القنوات وتجد لى
أحداثاً وبرامج مشابهة لما يبث هناك لأشاهدها مجاناً بنفس الجودة والكفاءة
ولك الشكر والتقدير ودعاء منى لا ينقطع بأن يوقف لك الله ولاد الحلال مثلما
وقفت أنت فى طريقى ومنعت مذبحة أموال وجريمة ابتزاز أتعرض لها شهرياً من
أجل المتابعة الإعلامية!
يا سيدى لو وجدت محطة تذيع برنامج مباشر لـ(عمرو أديب) أو
تبث مباراة هامة فى الدورى الإيطالى بين يوفنتوس وإنتر ميلان، أو لقاء
ديربى ساخن بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتى فأرجوك لا تتأخر عليا بهم
اعمل معروف لأستغنى عن هذه المحطات قليلة الأدب التى أغضبت المصريين
جميعاً!
ولا عاش ولا كان مَن يغضب المصريين ونقف هكذا دون أن "نديله
بالقديمة" سامحونى فى التعبير، ولكن مَن أغضب المصريين؟ هل هى الجزيرة التى
عرضت عليها بث مباريات بطولة إفريقيا عبر تليفزيوننا مقابل أن ندفع لها
مبلغ 55 مليون جنيه مصرى لمجرد أنها اشترت حقوق البطولة وحقوق بطولات عديدة
واشترت شبكة كاملة منافسة لها اسمها ودفعت المليارات
من أجل ذلك؟ لا طبعاً ليس من حقهم أن يبيعونا هذه البضائع أو السلع أو
الحقوق أو المواد مقابل فلوس، المفروض يبيعوها لنا مقابل إزازتين زيت أو
كيسين سكر حتى نرضى عنهم ونعرف أنهم غير متآمرين علنيا ولا كارهين لنا!
يا الله.. لماذا كل هذا الانقلاب على قنوات الجزيرة (التى
ليس بينى وبينها أى علاقة منفعة بالعكس أنا أدعمهم بفلوسى وأدفع مقابل
المشاهدة ولا أحصل على المشاهدة "بللوشى" يعنى ليس لهم فضل علىَّ فى شىء
ولا أنا لى فضل عليهم فى شىء) لمجرد أنها تستعمل حقها فى الشراء ثم البيع
ومن ثم تحقيق مكسب سواء كبير أو صغير فالسوق عرض وطلب، أليس من حقهم تحقيق
المكسب؟ هل هم يعملون لوجه الله؟ كاذب ومنافق مَن يقول ذلك، وجاهل وأفاق
مَن يقول أنهم يدفعون المليارات مقبل "التكويش" على الساحة الإعلامية فحسب،
لا أحد أبله هذه الأيام ليصدق هذا الهراء، إنهم يدفعون المليارات ليربحوا
مليارات أكثر، لا ليكيدوا الأعادى أو يخرجوا لسانهم للأقزام فى مودرن سبورت
مثلاً الذين يسبون ويلعنون فى الجزيرة ليل ونهار بقيادة (مدحت شلبى) لمجرد
فشلهم فى تحقيق نجاحات مماثلة!
يقول (مدحت شلبى) على سبيل المثال: (هاتوا لنا "إيفنت"
وهاتوا للجزيرة نفس "الإيفنت" ونذيعهم فى وقت واحد وأتحدى لو واحد اتفرج
على الجزيرة وسابنا إحنا)!
مين اللى يجيبوا لك "الإيفنت" يا كابتن.. و"الإيفنت"
بالمناسبة يعنى حدث بالإنجليزى، يعنى مباراة أو لقاء أو أى مادة إعلامية بس
أبو الكباتن تعليمه مجرى، المهم أنه يريد أن "يجيبوله" ولا أعلم مَن الذين
سيجيبوله وهو قاعد على.... الكرسى فى الأستوديو يندب ويفتى، بينما الآخرين
يسافرون حول العالم ويتعاقدوا مع هذا ويتفاوضوا مع ذلك ويشتروا من هؤلاء
ويصرفوا الملايين آى نعم ولكن من أجل تحصيلها فيما بعد بأضعاف مضاعفة وهذه
هى التجارة وهذا هو المكسب و"البيزنس" بالمناسبة من أجل مخاطبة (شلبى)
بالإنجليزية!
فتح الإعلاميون المصريون النار على الجزيرة لأنها طلبت ما
تراه حقاً لها سواء اتفقنا أو اختلفنا حول المبلغ المطلوب، الناس ليسوا
بهذا الكم من "العبط" ليجاملونا أو يمنحونا المباريات لنذيعها ونربح من
وراءها إعلانات وبرامج تحليلية و"هاى لايتس" سامحونى شكلى أصابتنى عدوى
التغريب، ويتفرجوا هما علينا وإحنا بنحش وندفس فى جيوبنا، لا، هما ليسوا
بهذا "العته" والمسائل لا تقاس بهذه الكيفية، إنهم تجار اشتروا ويريدون
البيع، وتحقيق الربح، ولو لم يحققوا أرباحاً فهم هبل وسذج وسفهاء ولا أظنهم
كذلك وإلا لما نمت شبكاتهم ومشاريعهم إلى هذه الدرجة المهولة!
وتعالوا لنرى كيف يتمسك (آل الجزيرة) بالسلعة التى يمتلكونها
ويرغبون فى فرض سعر معين يرونه مناسباً ويجب أن يدفعه كل مَن يرغب فى
الشراء رافعين شعار "بين البايع والشارى يفتح الله" ونرى ماذا كان يفعل
اتحاد الكرة واللجنة السباعية واتحاد الإذاعة والتليفزيون أيام بيع بث
مباريات الدورى العام، بذمتك ودينك ألم يفعلوا نفس الكلام؟ ألم يقولوا
عندنا سلعة وصفها كذا وسعرها كذا لو عاجبك شيل مش عاجبك سيبها؟ ما الفارق؟
الفارق أننا تنازلنا بعض الشىء أو كثيراً فى حقوقنا و"استندلنا" وبيعنا بعض
فى وسط الطريق بينما هم لا؟ والله هى شطارة منهم وخيابة منا، ستقول لى
أننا لم نستندل أو نبيع بعض وأننا بعنا سلعتنا وحقوق بث الدورى بما يرضينا
ويحقق لنا المكسب؟ شاطر يا حبيبى برافو عليك، طيب لماذا تستكثر على الآخرين
أن يفعلوا مثلك ويكونوا شطار زيك؟!
لماذا يهيج بعض الإعلاميون المصريون الآن مطالبين بالقصاص من
الجزيرة لأنها حرمتهم من الطنطنة ليل ونهار وإذاعة الأهداف واللقاءات
والفرص الخطيرة ـ بلاها ماتشات ـ ويتهمونها بما ليس فيها ويفتحوا
التليفونات على البحرى للسابين الشتامين الغاضبين الحانقين، وتجد واحد مثل
الكابتن (أحمد شوبير) يعلن على الملأ أن الجميع سيشاهد البطولة غصب عن
الجزيرة والوصلات جاهزة والقهاوى موجودة وأن (سعيد) سيقول للمشاهدين غداً
كيف يشاهدون البطولة بدون دفع مليم.. الرجل عضو برلمانى وسياسى ويعرف
القانون ويريد أن يعتدى عليه، فماذا ترك لنا نحن المواطنين العاديين الذين
قد يمرر أحدنا سلكاً للآخر عبر الشرفة ليشاهد معه المباراة كنوع من أنواع
الخدمات بين الجيران؟ لماذا يصر أولو الأمر وأرباب البيت على ارتكاب
الجرائم الأخلاقية بهذا الشكل؟ نعم إنها جرائم أخلاقية وكيل بمكيالين،
عندما نمتلك الحقوق نعرف القانون والشرع والواجب، وعندما تكون الحقوق فى يد
غيرنا نظنها حقوقنا ونعشق القرصنة عليها لمجرد أننا نحن!
وبمجرد أننا نحن، فللأسف نحن لا نصدق أن الريادة التى طالما
تكلمنا عنها قد راحت هباءاً منثوراً لأننا تفرغنا للكلام والحديث والغناء
عنها وعليها، بينما الآخرون يعملون بصدق وكد وجد ن أجل صنع ريادة لأنفسهم،
أصبحوا هم الرواد ونحن الأتباع، سامحنى كلامى تقيل على قلبك وصادم ولكنها
الحقيقة، كان بعض العالم يجرى خلفنا زمان لنرسل له مجموعة مهندسين أو
إعلاميين ليفتتح تليفزيوناً فى الدولة أو ينشئ محطة تليفزيونية أو إذاعية
جديدة، والآن نحن نجرى خلفهم ونركض ونلهث ليمنحونا مباراة للمنتخب، بالذمة
العيب فى مين؟ فينا واللا فيهم واللا فى الزمن؟!
لماذا هذا الهجوم من المستفيدين من إذاعة المباريات على
قنواتهم الخاصة؟ ولماذا فتح الملفات؟ نعم ياريتنى كنت معاهم على الأقل كنت
استفدت بدلاً من حرقة الدم هذه والسباحة ضد التيار، وبمناسبة السباحة ضد
التيار هى ليست غية عندى ولكنه ما أراه حقاً، رغم كل القلق والتوتر الذى
أصاب المصريين الذين امتلأت صدور بعضهم بالضيق والكراهية تجاه ما فعلته
الجزيرة و"اتشحنوا" من برامج (شوبير) و(شلبى) وزملائهم رغم أن هؤلاء لو
حصلوا على 6 دقائق من أى مباراة على سبيل الهدية ليذيعوها فى برامجه ستتغير
لهجتهم وكلامهم وأفعالهم ومواقفهم 180 درجة والحوادث السابقة معروفة!
لماذا لا نعترف أن الريادة لم تعد لنا بكاملها مثل الماضى؟
إنه كلام مؤلم وصادم وموجع ومقلق ولكنها الحقيقة، لقد تخلينا عن الريادة
الإعلامية وأصبحنا أتباعاً، نتخانق على الدورى المصرى وغيرنا يشترى أكبر
بطولات العالم ثم يقطرها لنا تقطيراً لو أراد، ويشترى منا مبارياتنا بتراب
الفلوس (راجع مباراة مصر والجزائر فى القاهرة) ونحن نبوس إيديه من أجل أن
يبيع لنا مباراة فى بطولة تهمنا، هى خيبة منا توازيها شطارة منه، فأين
العيب؟ العيب على الشاطر أم على الخائب؟
الريادة يلزمها العمل والتخطيط والتنفيذ
وإنكار الذات والبعد عن الصراعات والمصالح الشخصية، فهل هذه المقومات
موجودة عندنا؟ أنا أستحلفك بالله أن ترد بضمير وصدق وبينى وبينك الحلفان
بالله!
لقد أصبحنا أشبه بفتوة قديم من فتوات الحوارى، جلس على
القهوة ليشرب الشاى واتركن على "نبوته" وشرب الشاى وراء الشاى وفيما بينهما
عدة أرغفة مليئة باللحم والسمين حتى اتسطل ونما كرشه وتضخمت أردافه ولم
يعد قادراً على القيام من مكانه ولكنه لا يزال يصرخ أنه "الفتوة"!
أصبحنا مثل الطبيب القديم الذى كان يعالج الناس بأدوية
الخمسينات والستينات وكان أنجح الأطباء وقتها، ولكنه لم يطلع على أحدث ما
توصل إليه العلم، ولم يتابع الإنترنت أو المجلات الطبية أو التطور الهائل
فى العلوم والأمراض الحديثة والأدوية الجديدة، فسقط على قفاه من كثرة الضحك
حينما اشتكى له أحد مرضاه أنه يعانى من أنفلونزا الخنازير، لأنه لا يعرف
أساساً أن هناك مرضاً بهذا الاسم وهو الذى يكتب أكثر ما يكتب فى "الروشتة"
أقراص ريفو كعلاج للحالات المستعصية!
أصبحنا أشبه بصحافى قديم يكتب الأخبار فى ورقة ويجرى على
الجريدة حاملاً الكاميرا ويخرج الفيلم بحرص خوفاً من احتراقه ثم يدخله
التحميض والطبع وينتظر حتى تتم العملية ثم يجرى على المطبعة ليزف بشرى
الخبر السعيد فيفاجئ أن كل مواقع النت والجرائد قد نشرت الخبر ونشرت الصور
قبله فى الوقت الذى كان ينتظر فيه التحميض!
كنت أتمنى أن أكون أحد المستفيدين من وراء الهجوم على
الجزيرة على الأقل كنت حققت أية استفادة بدلاً من الأذان فى مالطة ولكنى
للأسف غير مستفيد، وتمنيت أن أستفيد من وراء الجزيرة بعد كل هذا الدفاع ليس
عنها ولكن عما أراه حقاً، ولكننى للأسف الشديد لست مستفيداً، وخرجت بغير
استفادة لا من هنا ولا من هنا ومع ذلك سأشجع مصر متمنياً أن أكون أحد
المستفيدين بأى حاجة ولو حتى مكسب المنتخب، حتى لو لم أراه على قنوات
الجزيرة!
بقلم: أنور الوراقي
أولاً هناك خطأ لغوى فى منتهى البشاعة فى
سلسلة الإعلانات الشهيرة لنوع من أنواع المشروبات الغازية التى تستعمل تيمة
جعلتها مشهورة وهى "كذا بيشجعوا.. وإحنا معاهم" فالمفترض أن نقول على سبيل
المثال: "المستفيدون بيشجعوا.. ياريتنى كنت معاهم" هذا لأن المستفيدون
مبتدأ مرفوع وليس مجرور أو منصوب!
فأرجو من القائمين على الحملة الشهيرة تصحيح هذا الخطأ
اللغوى وأعدهم أننى سأصحح أخطائى اللغوية أنا أيضاً حين يشير أحد إليها
ويلفت انتباهى نحوها، وياريتنى ألاقيه!
وبادئ ذى بدء أحب أن أوضح أن العبد لله كاتب هذه السطور لا
تربطه أى صلات بقنوات الجزيرة أو القائمين عليها أو العاملين فيها أو
أصحابها أو أصحاب أصحابها وأصحابهم، وأنى لم أسافر إلى قطر طوال حياتى، وكل
علاقتى بهذه القنوات هى أنى أشاهدها بعض الوقت لأعرف أخبار العالم، أو
أتابع تقريراً هاماً على قناة الجزيرة أو ألتهم التاريخ التهاماً عبر
برنامج (مع هيكل) لأستاذنا الكبير (محمد حسنين هيكل) أطال الله عمره وقلل
من أعداءه، أو فيلماً وثائقياً هاماً على (الجزيرة الوثائقية) أو حتى فيلم
كارتون على (الجزيرة للأطفال) فما المانع؟! أنا أحب (توم وجيرى) مثلما أحب
(الأخوان رايت) وأتابع كارتون كابتن (ماجد) مثلما تابعت تجربة (يورى
جاجارين)، وإذا وجدت صعوبة فى تذكر هذه الأسماء فعليك بالعودة لمحرك البحث Google
والانطلاق من هناك للتذكر وليس المعرفة لأنى عارف إنك عارف كل حاجة لكن
الذاكرة ـ جزاها الله ـ أصبحت لا تحتفظ بالكثير هذه الأيام![/size]
أتابع الجزيرة لأشاهد مباريات الدورى الإيطالى والإسبانى
ودورى أبطال أوروبا فهل هذه علاقة محرمة أو علاقة مشبوهة أو علاقة قليلة
الأدب؟ والله إنها لكارثة لو تم اتهام هذه العلاقة بتهمة مثل هذه، وحتى لو
كانت متابعة الجزيرة فعلاً فاضحاً فليس عندى مكان آخر أتابع فيه هذه
البطولات إلا على هذه المحطات فأرجوك لو عندك الحل أكون شاكر ليك على ما
وفرته لى من ترفع وتسامى على مجموعة القنوات المغضوب عليها مؤخراً، وفى نفس
الوقت على توفيرك لعشرات الجنيهات التى أنفقها غيظاً وكمداً للاشتراك
عندهم وعند قبل أن تُباع وعند أوربت وشوتايم قبل أن
تنضما، ومن أجل هذا ياريت بالمرَّة تجد لى حلولاً لكل هذه القنوات وتجد لى
أحداثاً وبرامج مشابهة لما يبث هناك لأشاهدها مجاناً بنفس الجودة والكفاءة
ولك الشكر والتقدير ودعاء منى لا ينقطع بأن يوقف لك الله ولاد الحلال مثلما
وقفت أنت فى طريقى ومنعت مذبحة أموال وجريمة ابتزاز أتعرض لها شهرياً من
أجل المتابعة الإعلامية!
يا سيدى لو وجدت محطة تذيع برنامج مباشر لـ(عمرو أديب) أو
تبث مباراة هامة فى الدورى الإيطالى بين يوفنتوس وإنتر ميلان، أو لقاء
ديربى ساخن بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتى فأرجوك لا تتأخر عليا بهم
اعمل معروف لأستغنى عن هذه المحطات قليلة الأدب التى أغضبت المصريين
جميعاً!
ولا عاش ولا كان مَن يغضب المصريين ونقف هكذا دون أن "نديله
بالقديمة" سامحونى فى التعبير، ولكن مَن أغضب المصريين؟ هل هى الجزيرة التى
عرضت عليها بث مباريات بطولة إفريقيا عبر تليفزيوننا مقابل أن ندفع لها
مبلغ 55 مليون جنيه مصرى لمجرد أنها اشترت حقوق البطولة وحقوق بطولات عديدة
واشترت شبكة كاملة منافسة لها اسمها ودفعت المليارات
من أجل ذلك؟ لا طبعاً ليس من حقهم أن يبيعونا هذه البضائع أو السلع أو
الحقوق أو المواد مقابل فلوس، المفروض يبيعوها لنا مقابل إزازتين زيت أو
كيسين سكر حتى نرضى عنهم ونعرف أنهم غير متآمرين علنيا ولا كارهين لنا!
يا الله.. لماذا كل هذا الانقلاب على قنوات الجزيرة (التى
ليس بينى وبينها أى علاقة منفعة بالعكس أنا أدعمهم بفلوسى وأدفع مقابل
المشاهدة ولا أحصل على المشاهدة "بللوشى" يعنى ليس لهم فضل علىَّ فى شىء
ولا أنا لى فضل عليهم فى شىء) لمجرد أنها تستعمل حقها فى الشراء ثم البيع
ومن ثم تحقيق مكسب سواء كبير أو صغير فالسوق عرض وطلب، أليس من حقهم تحقيق
المكسب؟ هل هم يعملون لوجه الله؟ كاذب ومنافق مَن يقول ذلك، وجاهل وأفاق
مَن يقول أنهم يدفعون المليارات مقبل "التكويش" على الساحة الإعلامية فحسب،
لا أحد أبله هذه الأيام ليصدق هذا الهراء، إنهم يدفعون المليارات ليربحوا
مليارات أكثر، لا ليكيدوا الأعادى أو يخرجوا لسانهم للأقزام فى مودرن سبورت
مثلاً الذين يسبون ويلعنون فى الجزيرة ليل ونهار بقيادة (مدحت شلبى) لمجرد
فشلهم فى تحقيق نجاحات مماثلة!
يقول (مدحت شلبى) على سبيل المثال: (هاتوا لنا "إيفنت"
وهاتوا للجزيرة نفس "الإيفنت" ونذيعهم فى وقت واحد وأتحدى لو واحد اتفرج
على الجزيرة وسابنا إحنا)!
مين اللى يجيبوا لك "الإيفنت" يا كابتن.. و"الإيفنت"
بالمناسبة يعنى حدث بالإنجليزى، يعنى مباراة أو لقاء أو أى مادة إعلامية بس
أبو الكباتن تعليمه مجرى، المهم أنه يريد أن "يجيبوله" ولا أعلم مَن الذين
سيجيبوله وهو قاعد على.... الكرسى فى الأستوديو يندب ويفتى، بينما الآخرين
يسافرون حول العالم ويتعاقدوا مع هذا ويتفاوضوا مع ذلك ويشتروا من هؤلاء
ويصرفوا الملايين آى نعم ولكن من أجل تحصيلها فيما بعد بأضعاف مضاعفة وهذه
هى التجارة وهذا هو المكسب و"البيزنس" بالمناسبة من أجل مخاطبة (شلبى)
بالإنجليزية!
فتح الإعلاميون المصريون النار على الجزيرة لأنها طلبت ما
تراه حقاً لها سواء اتفقنا أو اختلفنا حول المبلغ المطلوب، الناس ليسوا
بهذا الكم من "العبط" ليجاملونا أو يمنحونا المباريات لنذيعها ونربح من
وراءها إعلانات وبرامج تحليلية و"هاى لايتس" سامحونى شكلى أصابتنى عدوى
التغريب، ويتفرجوا هما علينا وإحنا بنحش وندفس فى جيوبنا، لا، هما ليسوا
بهذا "العته" والمسائل لا تقاس بهذه الكيفية، إنهم تجار اشتروا ويريدون
البيع، وتحقيق الربح، ولو لم يحققوا أرباحاً فهم هبل وسذج وسفهاء ولا أظنهم
كذلك وإلا لما نمت شبكاتهم ومشاريعهم إلى هذه الدرجة المهولة!
وتعالوا لنرى كيف يتمسك (آل الجزيرة) بالسلعة التى يمتلكونها
ويرغبون فى فرض سعر معين يرونه مناسباً ويجب أن يدفعه كل مَن يرغب فى
الشراء رافعين شعار "بين البايع والشارى يفتح الله" ونرى ماذا كان يفعل
اتحاد الكرة واللجنة السباعية واتحاد الإذاعة والتليفزيون أيام بيع بث
مباريات الدورى العام، بذمتك ودينك ألم يفعلوا نفس الكلام؟ ألم يقولوا
عندنا سلعة وصفها كذا وسعرها كذا لو عاجبك شيل مش عاجبك سيبها؟ ما الفارق؟
الفارق أننا تنازلنا بعض الشىء أو كثيراً فى حقوقنا و"استندلنا" وبيعنا بعض
فى وسط الطريق بينما هم لا؟ والله هى شطارة منهم وخيابة منا، ستقول لى
أننا لم نستندل أو نبيع بعض وأننا بعنا سلعتنا وحقوق بث الدورى بما يرضينا
ويحقق لنا المكسب؟ شاطر يا حبيبى برافو عليك، طيب لماذا تستكثر على الآخرين
أن يفعلوا مثلك ويكونوا شطار زيك؟!
لماذا يهيج بعض الإعلاميون المصريون الآن مطالبين بالقصاص من
الجزيرة لأنها حرمتهم من الطنطنة ليل ونهار وإذاعة الأهداف واللقاءات
والفرص الخطيرة ـ بلاها ماتشات ـ ويتهمونها بما ليس فيها ويفتحوا
التليفونات على البحرى للسابين الشتامين الغاضبين الحانقين، وتجد واحد مثل
الكابتن (أحمد شوبير) يعلن على الملأ أن الجميع سيشاهد البطولة غصب عن
الجزيرة والوصلات جاهزة والقهاوى موجودة وأن (سعيد) سيقول للمشاهدين غداً
كيف يشاهدون البطولة بدون دفع مليم.. الرجل عضو برلمانى وسياسى ويعرف
القانون ويريد أن يعتدى عليه، فماذا ترك لنا نحن المواطنين العاديين الذين
قد يمرر أحدنا سلكاً للآخر عبر الشرفة ليشاهد معه المباراة كنوع من أنواع
الخدمات بين الجيران؟ لماذا يصر أولو الأمر وأرباب البيت على ارتكاب
الجرائم الأخلاقية بهذا الشكل؟ نعم إنها جرائم أخلاقية وكيل بمكيالين،
عندما نمتلك الحقوق نعرف القانون والشرع والواجب، وعندما تكون الحقوق فى يد
غيرنا نظنها حقوقنا ونعشق القرصنة عليها لمجرد أننا نحن!
وبمجرد أننا نحن، فللأسف نحن لا نصدق أن الريادة التى طالما
تكلمنا عنها قد راحت هباءاً منثوراً لأننا تفرغنا للكلام والحديث والغناء
عنها وعليها، بينما الآخرون يعملون بصدق وكد وجد ن أجل صنع ريادة لأنفسهم،
أصبحوا هم الرواد ونحن الأتباع، سامحنى كلامى تقيل على قلبك وصادم ولكنها
الحقيقة، كان بعض العالم يجرى خلفنا زمان لنرسل له مجموعة مهندسين أو
إعلاميين ليفتتح تليفزيوناً فى الدولة أو ينشئ محطة تليفزيونية أو إذاعية
جديدة، والآن نحن نجرى خلفهم ونركض ونلهث ليمنحونا مباراة للمنتخب، بالذمة
العيب فى مين؟ فينا واللا فيهم واللا فى الزمن؟!
لماذا هذا الهجوم من المستفيدين من إذاعة المباريات على
قنواتهم الخاصة؟ ولماذا فتح الملفات؟ نعم ياريتنى كنت معاهم على الأقل كنت
استفدت بدلاً من حرقة الدم هذه والسباحة ضد التيار، وبمناسبة السباحة ضد
التيار هى ليست غية عندى ولكنه ما أراه حقاً، رغم كل القلق والتوتر الذى
أصاب المصريين الذين امتلأت صدور بعضهم بالضيق والكراهية تجاه ما فعلته
الجزيرة و"اتشحنوا" من برامج (شوبير) و(شلبى) وزملائهم رغم أن هؤلاء لو
حصلوا على 6 دقائق من أى مباراة على سبيل الهدية ليذيعوها فى برامجه ستتغير
لهجتهم وكلامهم وأفعالهم ومواقفهم 180 درجة والحوادث السابقة معروفة!
لماذا لا نعترف أن الريادة لم تعد لنا بكاملها مثل الماضى؟
إنه كلام مؤلم وصادم وموجع ومقلق ولكنها الحقيقة، لقد تخلينا عن الريادة
الإعلامية وأصبحنا أتباعاً، نتخانق على الدورى المصرى وغيرنا يشترى أكبر
بطولات العالم ثم يقطرها لنا تقطيراً لو أراد، ويشترى منا مبارياتنا بتراب
الفلوس (راجع مباراة مصر والجزائر فى القاهرة) ونحن نبوس إيديه من أجل أن
يبيع لنا مباراة فى بطولة تهمنا، هى خيبة منا توازيها شطارة منه، فأين
العيب؟ العيب على الشاطر أم على الخائب؟
الريادة يلزمها العمل والتخطيط والتنفيذ
وإنكار الذات والبعد عن الصراعات والمصالح الشخصية، فهل هذه المقومات
موجودة عندنا؟ أنا أستحلفك بالله أن ترد بضمير وصدق وبينى وبينك الحلفان
بالله!
لقد أصبحنا أشبه بفتوة قديم من فتوات الحوارى، جلس على
القهوة ليشرب الشاى واتركن على "نبوته" وشرب الشاى وراء الشاى وفيما بينهما
عدة أرغفة مليئة باللحم والسمين حتى اتسطل ونما كرشه وتضخمت أردافه ولم
يعد قادراً على القيام من مكانه ولكنه لا يزال يصرخ أنه "الفتوة"!
أصبحنا مثل الطبيب القديم الذى كان يعالج الناس بأدوية
الخمسينات والستينات وكان أنجح الأطباء وقتها، ولكنه لم يطلع على أحدث ما
توصل إليه العلم، ولم يتابع الإنترنت أو المجلات الطبية أو التطور الهائل
فى العلوم والأمراض الحديثة والأدوية الجديدة، فسقط على قفاه من كثرة الضحك
حينما اشتكى له أحد مرضاه أنه يعانى من أنفلونزا الخنازير، لأنه لا يعرف
أساساً أن هناك مرضاً بهذا الاسم وهو الذى يكتب أكثر ما يكتب فى "الروشتة"
أقراص ريفو كعلاج للحالات المستعصية!
أصبحنا أشبه بصحافى قديم يكتب الأخبار فى ورقة ويجرى على
الجريدة حاملاً الكاميرا ويخرج الفيلم بحرص خوفاً من احتراقه ثم يدخله
التحميض والطبع وينتظر حتى تتم العملية ثم يجرى على المطبعة ليزف بشرى
الخبر السعيد فيفاجئ أن كل مواقع النت والجرائد قد نشرت الخبر ونشرت الصور
قبله فى الوقت الذى كان ينتظر فيه التحميض!
كنت أتمنى أن أكون أحد المستفيدين من وراء الهجوم على
الجزيرة على الأقل كنت حققت أية استفادة بدلاً من الأذان فى مالطة ولكنى
للأسف غير مستفيد، وتمنيت أن أستفيد من وراء الجزيرة بعد كل هذا الدفاع ليس
عنها ولكن عما أراه حقاً، ولكننى للأسف الشديد لست مستفيداً، وخرجت بغير
استفادة لا من هنا ولا من هنا ومع ذلك سأشجع مصر متمنياً أن أكون أحد
المستفيدين بأى حاجة ولو حتى مكسب المنتخب، حتى لو لم أراه على قنوات
الجزيرة!
Last edited by bibo010 on Sun Jan 10, 2010 4:58 am; edited 1 time in total