أعلن المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لأول مرة رسميا أن التليفزيون المصرى لن يتمكن من الحصول على حق إذاعة مباريات كأس الأمم الأفريقية التى تبدأ بعد غد الأحد.
جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عاجل أبلغ به الصحفيين قبل بدايته بأقل من ساعة كشف فيه أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عن تفاصيل المفاوضات التى بدأت مع قنوات "إيه آر تى" عقب التعاقد معها على إذاعة كأس العالم 2010، وبعدها طلبوا إرجاء الاتفاق على البطولة الأفريقية، لأنها متعلقة بالاتحاد الأفريقى ورفضوا ضمها لعقد مباريات كأس العالم، وكانت العلاقات مع "إيه آر تى" تقوم على التفاهم، وحصلنا منها على 3 مباريات من التصفيات هى مباريات مصر مع كل من زامبيا ورواندا والجزائر، ولكن فوجئنا بصفقة الجزيرة مع "إيه آر تى"، ولكن المسئولين بالجزيرة طمئنونا، وقالوا لن نختلف، حتى فوجئنا أن العرض الذى أرسلوه لنا ينص على إعطاء الحق لإذاعة 10 مباريات فقط هى مباراتا الافتتاح والختام ومباراة من دور 8 ومباراة الثالث والرابع و3 مباريات أخرى تختارها الجزيرة على مزاجها، وليس من حقنا اختيارها، وهذه المباريات تذاع أرضيا فقط ولمرة واحدة لا يحق لنا إعادتها بعد ذلك، أو استخدام مقاطع منها فى أى برامج فى البداية مقابل 4 ملايين دولار، أو 16 مباراة مقابل 6 مليون دولار، ولكنهم عادوا ورفعوا المقابل إلى 9 مليون دولار للإذاعة الأرضية التليفزيونية ومليون دولار للنقل المباريات على الإذاعة أى 10 ملايين دولار طلبت الجزيرة دفعها بالكامل وقت التوقيع، وذلك بعد فترة طويلة من التفاوضات الكتابية والتليفونية ومباحثات مع الاتحاد الأفريقى واتحاد الإذاعات العربية.
وقال الشيخ هذا ما اعتبرناه تعجيزا، لأن مقابل المباريات عندما كنا نتعامل مع "إيه آر تى" كانت تسدد على مدى عام ونصف كما رأينا، مما لا يدع مجالا للشك أن الأمر ينال من الكرامة المصرية وهو ما رفضناه، كما رفضت العرض أيضا دولة تونس، ولكن الأزمة أن الجزائر قبلت العرض وهو ما جعل المسألة أمام الفيفا مجرد اختلاف على تقدير التكلفة، ولو كانت الجزائر رفضت العرض مثلنا كنا قدمنا مذكرة مشتركة للفيفا لأخذ إجراءات موقعة من الدول الأفريقية لأخذ حقوق البث من الجزيرة.
وأوضح الشيخ أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون له موازنة محددة وليس لنا احتياطى، فقد فقدمنا مذكرة إلى الحكومة المصرية للنظر فى الأمر فوجده أنه من الصعب دفع هذا المبلغ فى ظل وجدود عجز فى ميزان المدفوعات، إضافة إلى التزامات الحكومة فى ملفات الصرف الصحى والتعليم، وكذلك مواجهة أنفلونزا الخنازير من عقاقير علاج، وتطعيم ومع كامل التقدير لأهمية كرة القدم للمواطن المصرى، إلا أن الحكومة وجدت أن لها أولويات أخرى، خاصة أن الإعلانات لن تحقق أكثر من 2 مليون دولار، فى ظل أن المنتخب المصرى غير مضمون أن يستمر فى البطولة حتى النهائى.
ونوه الشيخ بأنه لا يعرف موقف الجزيرة المتعنت، هل الموقف تجارى بحت أم أن الخلفية السياسية بين الجزيرة ومصر لها دور، أم السبب رياضى، ولكن من المؤكد أن التفاوض مع الجزيرة فيما بعد ذلك سيكون من الصعب جدا فى ظل موقفها هذا، ولكن سيساعدنا فى هذا أن مباريات البطولات الأفريقية التى ستقام على أرض مصر هى ملك لنا، ومن الممكن أن نستخدمها كأداة ضغط عليها، كما أشار الشيخ إلى أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون يدفع تقريبا ثلث ميزانيته لشراء مباراة كرة القدم 20 مليون دولار فى مباريات كأس العالم و30 مليون جنيه لشراء الدورى المصرى، واشترينا مباراة الجزائر فى السودان بمليون وربع دولار.