الجمعة، 11 ديسمبر
2009 - 14:01
إذا فوجئت وأنت تتجول أمام كورنيش قنا
المواجه لمعبد الإلهة حتحور (إلهة العشق والحب) عند الفراعنة، أنك ضئيل
جداً أمام سائق يقود عجلة يصل ارتفاعها مترين و10 سم، فتأكد أن سائقها عبد
الناصر فارس 30 عاما الذى صنعها تخليداً لذكرى عائلته التى كانت تمتاز بطول
الأجسام.
يقول فارس وأنت تحثه لأن يهبط من على العجلة لمحادثتك: "لا تستغرب أنا صنعت
العجلة بمقدار طول جدى الله يرحمه مترين و10 سم، لتخليد ذكراه الغالية
عندى أى بنفس مساحة المصطبة الطينية التى صنعناها له فى الديوان".
أضاف فارس: "الفكرة أتت لى قبل وفات جدى الله يرحمه وكنت أعمل وقتها فى قطر
ولم أنفذها بسبب تحذيرات المهندسين فى الشركة من أن مثل هذه الفكرة
ستوقعنى فى مشاكل، وحين أتيت قريتى - الطويرات بمحافظة قنا - قمت بتركيب
العجلة وأجمل ما فيها أنها تحمينى من الاكتئاب والضيقة، فحين أجد نفسى
متضايقا أستقلها، كى أرتاح، هذا بجانب أنها تشعرنى أن ميراث عائلتى طوال
الجسم إلى الآن باقى فأنا طولى للأسف متر و80 سم، وحين أستقل العجلة يصبح
طولى 3 أمتار و90 سم، مما يجعلنى أطول رجل فى العالم ويصبح العالم فى نظرى
ضئيل جدا".
أسئلة عن العلم المصرى الموضوع عن العجلة فيجيب ضاحكا: "فى المباريات
الوطنية للمنتخب أقوم بتعليق العلم احتفاء بالمنتخب، وهذا من أجل أطفالى
الذين يفرحون جدا بتعليقه ورفرفته ورائى مما يجعل الأطفال فى القرية يسيرون
ورائى وهم يهتفون لمصر".
أما أغرب المواقف فكانت عند تجريتى للعجلة ومشاهدة الناس لها فأنا أذهب بها
لقضاء مشاويرى ولشراء احتياجات البيت من الأسواق بها، وأول تجربة كانت عند
هبوطى لكوبرى دندرة عند كورنيش النيل، حيث فوجئت بسيارة المحافظ ورجال
المرور وقيادات الأمن وكانوا ينظرون لى باستغراب شديد، حيث كانوا متضائلين
جدا هم وعرباتهم وهم يمدون أعناقهم لى، ويبتسمون ورغم خوفى من إيقاف
المحافظ ورجاله لى إلا أننى شعرت بسعادة غامرة، فأول مرة أرى رجالا ذوى
سلطة متضائلين الحجم أمام طولى الفارع، ومنها تأكدت أن تخليد ذكرى رجال
عائلتى الطوال بدأ من هذه العجلة التى أريد أن أحتفل بذكرى صنعها بعد عشر
سنوات فى احتفال كبير بين رجال قريتى وأنا أحمل العلم المصرى.