by mannora Tue Jan 12, 2010 9:57 pm
توريس، بين التفاؤل والطموح
مضت أيام قليلة على تحقيق فيرناندو توريس لرقم قياسي جديد بقميص ليفربول، حيث بات أسرع لاعب يتمكن من تسجيل 50 هدفاً في تاريخ النادي. لكن إل نينيو لا يكتفي بهذا القدر، بل إنه يسعى لركوب تحديات أكبر بعدما بلغ مرحلة النضج كلاعب وكرب أسرة عن سن لا يتجاوز الخامسة والعشرين.
وقد خصنا هداف الريدز بحوار حصري شاطر فيه تفاؤله وطموحاته مع زوار موقع FIFA.com، مؤكداً "لقد تأهلنا إلى كأس العالم بدون أي خسارة ونريد أن ننهي كأس العالم بنفس الطريقة."
FIFA.com: لقد أنهيت السنة ضمن المجموعة الفائزة بجائزة FIFA/FIFPro World XI والتي تتوج أفضل لاعب في كل مركز من مراكز اللعب الإحدى عشر. ما هو شعورك وأنت تصعد منصة التتويج بناء على ترشيحات 50 ألف لاعب محترف من جميع أنحاء العالم والذين شاركوا في عملية الاقتراع لاختيار فريق الأحلام؟
فيرناندو توريس: إنه أمر يشعرني بالفخر والإعتزاز. لا يسعك إلا أن تشعر بالارتياح والسعادة وأنت تحظى باعتراف كل رفاقك وزملائك. أن ترى أن ما تصنعه فوق أرضية الملعب يلقى إعجابهم واستحسانهم، فإن ذلك يزيد من تحفيزك وحثك على بذل الغالي والنفيس لمواصلة التألق وتطوير أدائك حتى يتسنى لك البقاء ضمن فريق الأحلام.
ما هو تقييمك لحصيلة سنة 2009 التي ودعناها أخيراً؟
إنه أمر محفز أن أكون ضمن الفريق الذي يشمل أفضل 11 لاعب في كل مركز من المراكز دون أن أحقق أي لقب خلال السنة بأكملها. هذا الأمر يعني أن العام كان إيجابياً بالنسبة لي على الصعيد الشخصي، حيث قدمت أداء جيداً وأديت مهمتي على الوجه الأكمل، رغم أن ذلك لم ينعكس على حصيلة النادي. ما علي فعله هو المواصلة على هذا المنوال، وكل ما نحتاجه هو شيء من الحظ على المستوى الجماعي حتى يتأتى لنا الفوز بأحد الألقاب هذه السنة.
بالنظر إلى مشوار ليفربول، يبدو أن الأمور ليست على ما يرام هذا الموسم. هل تعتقد أن الفريق قادر على قلب الطاولة في ما تبقى من المباريات؟
للأسف الشديد لم تسر الأمور بالشكل الذي خططنا له مع بداية الموسم، لكننا لم نقدم بعد أفضل ما لدينا. فاللحظات الحاسمة تأتي في الأنفاس الأخيرة من الموسم، ونحن نمني النفس بتدارك الموقف آنذاك وتحقيق ما عجزنا عنه حتى الآن. ومن يدري، فربما نقول في أواخر شهر مايو/أيار أن ليفربول خاض موسماً رائعاً هذا العام، إذ مازالت أهدافنا واضحة وحظوظنا قائمة.
هل هذا يعني أن هناك ثقة تامة في عناصر الفريق والمدير الفني؟
بطبيعة الحال. نحن نملك من الثقة ما يكفي لكي نكون متفائلين بإمكانية تدارك الموقف واستعادة الموقع الذي يليق بنا، ونحن ندرك أن تحقيق ذلك متوقف علينا. فالتشكيلة الحالية تضم نفس اللاعبين الذين قادوا الفريق لاحتلال المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي فإننا سنبذل الغالي والنفيس لتحسين وضعيتنا في جدول الترتيب.
في المقابل، سارت الأمور بشكل جيد مع المنتخب الأسباني. فقد حققتم 10 انتصارات من أصل 10 مباريات ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA. فما هو الشيء الأكثر إيجابية في مشوارك مع لاروخا خلال سنة 2009؟
أعتقد أن الشيء الإيجابي يكمن في قدرتنا على استرجاع قوتنا وهيبتنا بعد سقوطنا في نصف نهائي كأس القارات. فمن جهة صبت تلك الهزيمة في مصلحتنا حيث جعلتنا ندرك أن الطريق إلى كأس العالم لم يكن بالسهولة التي كنا نتوقع إذ كان علينا أن نقاتل ببسالة من أجل ضمان بطاقة التأهل. وهو ما فعلناه بالضبط، وهل ثمة أفضل طريقة للتأهل من الفوز في 10 مباريات متتالية خلال مرحلة التصفيات؟ لقد استرجعنا ثقتنا في أنفسنا بعدما فقدنا شيئاً منها عقب تلك الهزيمة أمام الولايات المتحدة. والمهم هو أننا تأهلنا إلى كأس العالم بدون أي خسارة ونريد أن ننهي كأس العالم بنفس الطريقة، أي دون أن ندع المجال لأي كان لكي يتفوق علينا.
هل تعني أن تلك الخسارة جعلت منكم فريقاً أكثر قوة؟
أعتقد أن اللاعبين عرفوا دائماً كيف يحافظوا على تواضعهم ورباطة جأشهم. إن التواضع هو السمة الأساسية التي تميز هذا المنتخب الأسباني. ولكن ما تعلمناه من تلك المباراة هو أن أي أحد بإمكانه أن يعيش يوماً سيئاً، علماً أن ذلك اليوم السيء من شأنه أن يلقي بك خارج كأس العالم رغم أننا بقينا بعد تلك الخسارة ضمن المنافسة في كأس القارات. ومع ذلك فإننا أصبحنا الآن على علم بما يتعين علينا فعله أو تفاديه حتى لا يتكرر ذلك السيناريو. إننا نرى في نهائيات جنوب أفريقيا 2010 فرصتنا الذهبية لدخول التاريخ، ولا نريد أن نرى مجهودنا يضيع هباءاً منثوراً.
لقد وضعتكم القرعة النهائية في المجموعة الثامنة إلى جانب تشيلي وهندوراس وسويسرا. ما هو تقييمك لخصومكم في أول عرس عالمي على أرض أفريقية؟
لقد علّمتنا الهزيمة أمام الولايات المتحدة الأمريكية أن أي خصم بإمكانه أن يجعل مهمتك غاية في التعقيد. يجب علينا احترام جميع المنافسين. هدفنا يكمن في خوض المنافسات خطوة بخطوة ومباراة بمباراة حتى نتربع على عرش المجموعة. أما مباريات الدور الثاني فستكون غاية في الصعوبة سواء أنهينا مرحلة المجموعات في المركز الأول أو في المرتبة الثانية. ولكن إذا أردت الفوز بلقب كأس العالم عليك أن تكون جاهزاً لمواجهة أي كان علماً أن المجموعة السابعة تضم بعضاً من أفضل المنتخبات في العالم مما يعد بموقعة من العيار الثقيل.
كان لهدفك في نهائي كأس أمم أوروبا 2008 وقع كبير على الجماهير في بلادك، حيث رأى الأسبان لأول مرة منتخبهم يفوز بلقب إحدى البطولات الكبرى في التاريخ الحديث بعدما سبق لنجوم لاروخا تحقيق اللقب القاري في 1964. هل تتوقع إعادة الكَرَّة بعد أشهر من الآن؟
إنه حلم يراودنا جميعاً، سيكون أمراً رائعاً أن يتكرر ذلك الإنجاز في نهائي كأس العالم. إنه طموح يراود كل لاعب. أعتقد أننا جميعاً حلمنا ذات مرة بتلك اللحظة التي نرفع فيها كأس العالم وأتمنى من أعماق قلبي أن يتحقق الحلم هذه المرة. ندرك جيداً أن المهمة ستكون غاية في الصعوبة ولكننا سنبذل الغالي والنفيس من أجل إنجازها على الوجه الأكمل، حيث نمر الآن بفترة زاهية وربما لن تتاح لنا مثل هذه الفرصة في حياتنا.
قال بيليه في أحد تصريحاته أن المنتخب الأسباني الحالي يذكره بمنتخب البرازيل الذي تُوج باللقب العالمي سنة 1970، علماً أن تلك التشكيلة كانت قد دخلت هي الأخرى غمار منافسات كأس العالم بسجل خال من الهزيمة. ما تعليقك على ذلك؟
عندما يتحدث أحد عظماء كرة القدم، فلا يسعك إلا أن تصغي إليه جيداً. إن هذا الثناء يزيد من تحفيزنا وتشجيعنا، رغم أنه يبعث في الوقت ذاته رسالة تحذير لمنافسينا والذين سيواجهوننا بحيطة وحذر شديدين. لنتمنا أن نقول بعد انقضاء كأس العالم أن بيليه كان محقاً.
ما هي تطلعاتك بشأن سنة 2010؟
كما جرت العادة في بداية كل سنة، كل ما أتمناه هو أن يسلم اللاعبون من لعنة الإصابات. لا أتمنى ذلك لنفسي فقط بل أترجاه لكل زملائي، لأن هناك موعد في غاية الأهمية ينتظرنا نهاية الموسم. هكذا سنكون على قدم المساواة من حيث ظروف التنافس كما أتمنى أن يكون الفوز من نصيب الأفضل.