من تابع الأهلي في فترة التسعينات يعرف جيدا احمد فيليكس مهاجم القلعة الحمراء الذي كانت بدايته مع الأهلي وهو يبلغ من العمر 18 عاماً لدقائق قليله في مباراة الأهلي والزمالك التي انتهت بفوز الأهلي بثلاثة اهداف نظيفة احرزهم ابراهيم حسن ومحمد عبد الجليل ومحمد يوسف حيث شارك الناشئ الافريقي لمدة دقائق قليلة كانت هي شهادة ميلاد اللاعب في قلوب الجماهير الحمراء واستمر اللاعب يشكل ثنائي هجومي مرعب لجميع الفرق مع حسام حسن لاعب الأهلي السابق.. لذلك بحثنا عن اللاعب وكان هذا الحوار معه عبر البريد الالكتروني.
وقد بدأ اللاعب حواره قائلاً : فترة لعبي في الأهلي هي أفضل فترات حياتي علي الإطلاق من كافة الأصعده , فعلي الصعيد الشخصي كنت بارزا مع الفريق بشكل مميز وكنت أساسيا في تشكيلة الفريق .. كنت أتعامل مع إدارة جيدة ومدربين جيدين وجمهور كبير ومحترم وكان الكل يحفني بكل الحب في كل المواقف .. في الوقت ذاته إستطعت حجز مكان أساسي في صفوف المنتخب الغاني وحصدت بطولات عديدة مع الأهلي في داخل مصر وخارجها .
ولعبي مع الفريق حتي الأن الأهلي هو أفضل شيء حدث لي في تاريخي الكروي , وله فضل كبير علي فقد قدمت للنادي لاعب مغمور في بلدي حتي ولم يكن أحد يتوقع نجاحي مع الأهلي .. لكن الله وفقني وأزعم ان نجاحي بصورة طيبة مع الأهلي طوال مسيرتي التي تلت الأهلي كان أبرز ما يتم الحديث عني كلاعب هو فترة لعبي للأهلي كبطل مصر والعرب وأفريقيا .
واضاف فيلكس قائلاً : كنت أتمني الإنطلاق من الأهلي للإحتراف الأوروبي حينما رحلت عن الفريق في 98 لكي أبدأ مسيرة جديدة جيدة أصنع بها إسم لنفسي في أوروبا .. خطوة الإنتقال لأوليمبياكوس لم تكن أبدا موفقه لي للأسف سوي من الناحية المادية وكذلك للأهلي . فلم أستطع التألقم مع الأجواء هناك رغم أنها كانت مميزة خاصة علي صعيد الإمكانيات والجمهور .. لكن سوء الحظ ظل مطاردا لي لفترة طويلة . الموسم الأخير قبل الرحيل من الأهلي أحرزت 22 هدفا في كل البطولات وفي أول موسم مع أوليمبياكوس أحرزت هدفين فقط . وطاردتني الإصابات الطويلة بشكل غريب .
وحول رحيله من الأهلي ورحلة احترافه قال اللاعب : قرار رحيلي من الأهلي إتضح لي فيما بعد إنه لم يكن مميزا لي بصورة شخصية سوي ماديا , ولكن فنيا تمنيت حينها العودة للأهلي مجددا وهو ما لم يكن لإنقطاع إتصالي بالأهلي منذ هذا الحين .
لم يصبر عليّ النادي في اليونان بشكل جيد وكانت لديهم نية في إستعادة المبلغ المدفوع فيّ للأهلي بأي طريقة - مليون ونصف دولار - وسمعت حينها أنهم عرضوا علي الأهلي إعادتي مقابل مليون فقط لكنه رفض .. كنت أرغب في الإنتقال لأي نادي يوناني أو أوروبي أخر ... لكن إصرار أوليمبياكوس علي القيمة المادية الكبيرة جدا وقتها بحسب قول فيليكس أرغمني علي الإنتقال للعب في الخليج العربي وتحديدا الإمارات .. كنت أعلم أن الأمر فنيا لم يكن علي المستوي هناك ولكن ماديا لي وللنادي كان الأمر بمثابة الفرصة الثمينه .
للأسف مجددا إستمرت معي الإصابات ولكني رغم ذلك حاولت الإجتهاد بصورة طيبة في الإمارات وقطر , لكن لم يكن هنالك صبر علي اللاعب .. كانوا يريدون لاعبا يحرز ثلاثة أهداف كل مبارة وإلا فستجد كل الهجوم وبأنك فاشل . وحدثت مشاكل قبل نهاية عقدي في قطر وفسخت تعاقدي مع النادي وعدت حينها لنادي كان يمتلكه صديق قديم في غانا وهو ناديه الحرية , كنت أعتقد أني بحاجه للراحة وإعادة ترتيب الأوراق والأفكار والتخطيط .. كنت حينها قد إتفقت مع صديقي على الرحيل عن صفوف الفريق في أية لحظة
وتحدث فيلكس عن عودته الى مصر واحترافه في نادي الزمالك : جائتني فرصة العودة إلي مصر ولكن للزمالك .. أعترف أن الأمر حينها كان صعبا علي نفسيا .. لكنني فكرت في العودة لذات الأجواء التي تألقت فيها وفي الوقت ذاته الزمالك صاحب شعبية لا بأس بها إضافة لوجود التوأم رفقاء العمر في مصر .. إتخذت القرار وعدت لمصر رغم أن الناحية المادية كانت أقل كثيرا منها في قطر والكويت والإمارات وعروض الخليج العربي الأخري . وأعتقد أنني ظهرت بشكل طيب مع الزمالك , أتذكر أنني فزت بثلاثة أو أربعة بطولات مع الفريق حينها وأحرزت عددا لا بأس به من الأهداف .. لكن المشاكل الإدارية داخل الفريق نفسه وداخل النادي لم تكن مشجعه .النادي حينها قال أنه إستغني عني ولكننا أنا الذي كنت قد قررت الرحيل حينها وأبلغت النادي بذلك وأستغنيت للنادي حينها عن مستحقاتي الذي لم أكن قد إستلمتها بعد . لذلك كان من المؤسف فيما بعد أن يقولوا أنهم إستغنوا عني .
أعتقد أن هناك شيئا غامضا من الناحية المادية حينها في النادي , فالأمر الذي حدث معي عند رحيلي .. حدث له موقف مشابه عند قدومي , فكما سمعت وقرأت وقتها أن النادي أعلن أنهم تعاقدوا معي من نادي قطر رغم أنني كنت حر وأملك عقدي ! كما قلت , أزعم أنني ظهرت بشكل جيد في الزمالك .. الأمر الذي وفر لي حينها مجددا عروضا جديدة من الخليج , وذهبت حينها للدوري الكويتي .. لكن لم يكن هناك جديد في الأمر ذات المشاكل في التعامل مع المهاجم الأجنبي , كنت أشعر أنهم يريدون التعاقد مع سوبر مان وإما فلا . ليس من المنطقي أن كل لاعب أجنبي هناك وقتها كان لاعبا فاشلا لمجرد أنه قد يحرز هدفا أو هدفين في مباراة ومن ثم لا يحرز في مباراه أو مبارتين تليها !
لم أستمر حتي نهاية عقدي في الكويت وفسخت عقدي ولم تكن لدي أية عروض سوي من بلدي غانا وعروض جمة من دول أسيوية .. كنت حينها علي المستوي الفني قد تأثرت بالتقلبات التي حدثت لي مع الفرق التي لعبت لها السنوات الثلاث الأخيرة وكذلك إصابتي الرباط الصليبي بالركبة اليمني . قررت الإستمرار في الإحتراف في الخارج لتأمين مستقبل أسرتي - لدي الأن ثلاثة أولاد -
ويكمل فيلكس حكايته قائلاً : إنتقلت للعب في الهند .. الأمر كان حينها غريبا ونزل كالصاعقه علي العديد من المحبين لي وعلي الإعلام في غانا , حتي إني أتذكر حينها أن الـ " بي بي سي " أجرت معي حوارا وقتها حول جرأه الإقدام علي خطوة كتلك رغم تاريخي الكبير
وحول اسباب قبوله الاحتراف في بلد كالهند يقول فيلكس : أنا صريح .. لم يعد مستواي كما كان , لم تكن لدي عروض جيدة .. لم أكن أريد العودة لغانا الأن .. لم يعد لدي خيار سوي اللعب في أي مكان لصاحب العرض الأكبر ماديا وهو ما قد كان .. الحمد لله أعتقد ان القرار كان موفقا , أستمريت بالدوري الهندي ما يقارب الخمسة سنوات صنعت فيها أسم كبير وأحرزت بطولات عدة هناك ولقب الهداف وتم إختياري ضمن أفضل خمسة لاعبين محترفين في تاريخ الهند .وجدت نفسي هناك عاما بعد الأخر وقررت الإستمرار .. غيرت وجهتي فيما بعد لفيتنام ومنها لجزر المالديف قبل أن أعود مؤخرا منذ عام تقريبا إلي الهند حيث ألعب حاليا من جديد .
فيليكس الأن 34 عاما ويلعب لنادي يدعي مومباي وهو ملك إحدي شكرات الإستثمار الإنجليزي هناك وكان هذا بصورة سريعة ما تحدث فيه فيليكس عن مشواره كلاعب كرة بعدا الرحيل من الأهلي
بعيدا عن مشواره الشخصي في الكرة يقول فيليكس أنه حتي الأن لايزال متابعا للأهلي بشكل متوسط قدر الإمكان بين الحين والأخر : كنت غاية الفخر بالأهلي عندما شاهدته في كأس العالم للأندية أكثر من مرة .. حينما أحرز برونزية البطولة في إحدي المرات أحرت معي الصحف والتلفزيون الهندي حوارات بصفتي أنا وصديقي الغاني - يوسف يعقوب - لاعبين سابقين في صفوف هذا النادي كنت سعيد للغاية وتمنيت لو أن الزمن عاد بي للخلف وإستمريت بصفوف الأهلي .وانا أتابع أخبار الأهلي بين الحين والأخر عبر الإنترنت .. خاصة في بطولة أفريقيا وشاهدت أكثر من مباراة للفريق خاصة في بطولة أفريقيا مع كوتوكو منذ عامين .
وفي سؤال حول اخر المباريات التي شاهدها يقول فيلكس : لا أتذكر تحديدا أخر مباراة شاهدتها للأهلي لكن أعتقد أنها كانت مباراة القطن الكاميروني التي فاز بها الفريق في مصر .
وفي سؤال حول مستوى الفريق يقول فيلكس : فريق الأهلي الحالي لا أعتقد أنه أفضل كثيرا منه في السابق حيث لعبت .. الفريق الذي لعبت معه أتذكر أننا فزنا بكل البطولات المتاحه وقتها أيضا .. دوري وكأس مصر , كأس العرب والنخبة وأبطال الدوري العربية .. لكننا فقط لم نكن نشارك أفريقيا وعندما شاركنا لم نكن موفقين .
وحول رأيه في لاعبي الجيل الحالي قال فيلكس : بالتأكيد أبرز لاعب في صفوف الأهلي حاليا وفق متابعتي البعيدة هو أبو تريكة وفلافيو ووائل جمعه .. أبو تريكه لاعب رائع صراحة وأعتقد أنه كان يستحق جائزة أفضل لاعبي أفريقي منذ عامين .. من أفضل اللاعبين المصريين اللذين رأيتهم في حياتي وكذلك وائل جمعه الذي أعتقد أنه كان من المنطقي أن يلعب لنادي أوروبي كبير .. لكن يظل رأيي أن أفضل مهاجم رأيته في حياتي علي أرض الملعب فعليا هو حسام حسن .. مهما تحدثت لن أصف قدراته .
ويضيف فيلكس قائلاً : تابعت منذ عامين مباراة الأهلي وبرشلونه وسعدت كثيرا حينما علمت أن النادي قدأتم مائة عام وقرأت عبر الإنترنت أنه قام بتكريم معظم من لعبوا له , وكنت أتمني أن أحضر إحتفال كبير كهذا أو توجه لي دعوه لي به . لكن للأسف فليس لدي الأن أية إتصالات بأصدقائي السابقين في مصر أو الأهلي .. وهذا يعود لتنقلي الدائم ما صعب الأمر عليّ وعلي أصدقائي وأحبابي السابقين في مصر
أتمني لو أنني أعود لمصر قريبا سواء للزيارة أو اللعب في أحد أنديتها .. زيارة الأهلي والتفاعل مع جماهيره التي تتذكرني بالطيب سيكون أمر رائع أتمني أن أفعله
علي صعيد حواره تطرق إلي المنتخب المصري ووجه في البداية شكر للجماهير المصرية علي وقفتها الكبيرة البارزة مع منتخب شباب غانا في كأس العالم الأأخيرة في مصر .. وقال أنه متابع للمنتخب المصري كالمنتخب الغاني ويعجبه جدا في المنتخب المصري جماعية الأداء والروح الكبيرة التي تظهر في أداء اللاعبين خاصة في المباريات الصعبه
وقال أنه شاهد أكثر من منتخب مصري في أكثر من وقت لكنه يعتقد أن منتخب مصر الحالي هو أفضل منتخب مصري رأه علي الإطلاق , مضيفا أنه كان مبهورا وغير مصدقا لأداء منتخب مصر الجيد في كأس العالم للقارات الأخيرة وخاصة في مباراة البرازيل بحد ذكره .
فيليكس قال أنه يعلم عن مواجهة مصر والجزائر المصيرية , وقال أنه يتمني ويدعوا الله أن يتأهل المنتخب المصري لكأس العالم لأنه يستحق ذلك وجماهيره أيضا تستحق ذلك.