عنصرية بالموز!
كتب : انور الوراقى
لا
يمكن لأى عاقل أن يصدق الادعاءات الكاذبة من التوأم (حسام وإبراهيم حسن)
والخاصة بتوجيه جماهير الأهلى لهتافات عنصرية ضد (شيكابالا) لاعب الزمالك!
طبعاً
وصف ادعاءات التوأم بالكاذبة سيغضب مريديهما وعشاق الزمالك السائرين
خلفهما، والسير خلفهما لا يعيب أحداً، وعشقهما أو التحول لمريد لهما أو
لأحدهما لا يعنى سوى صاحبه، ولا يغضبنى مطلقاً، ولكن الادعاءات بالفعل
كاذبة ولا يمكن أن يصدقها عاقل، أو يطلقها عاقل.. سامحونى!
هل
عندى أسباب وحجج لذلك؟ طبعاً عندى فأنا لست برميلاً أجوف تضربه فى
الفضائيات فتسمع له صوتاً وصويتاً مستمراً عمال على بطل وبحق أو بدون،
لدرجة أنك تقوم بتبديل القنوات الفضائية هرباً من أحدهما لتصطدم بالآخر،
قبل أن يتناوبا على القناة مجدداً، لدرجة أننى هربت من ترهات (حسام) فى
برنامج كورة أونلاين على مودرن سبورت مساء الاثنين وهو يؤكد أن الدورى لو
طار من الزمالك فسيكون بفعل فاعل سواء تحكيم أو إيقافات ظالمة أو غيرها كأن
قلبه حاسس، أو مش مصدق الفرحة اللى هو فيها حالياً.. ولكن ما علينا!
قلت
لك أننى لست برميلاً ولا أحد برميلين بالأصح، والدليل على ذلك أنه لا يمكن
أن تصدق أن جماهير الأهلى فى مباراة الزمالك مثلاً والبالغ عددهم قول يا
سيدى 30 ألفاً كلهم من الشقر وأصحاب الشعر الأصفر والعيون الزرقاء، كأنهم
جماهير الأهلى الدانماركى!
فجمهور
الأهلى فيه الأبيض والأسمر والقمحى والزنجى وللأسف فيهم كمان الأقرع اللى
ممكن يكون أخوه أقرع برضو بالصدفة، وبالتالى فلا يمكن لواحد أسمر أو زنجى
أن يهتف بهتافات عنصرية ضد واحد شكله، فهل يمكن أن نصدق ذلك؟!
(إبراهيم
حسن) ساق فيها لدرجة أن يؤكد أن جماهير الأهلى من فرط عنصريتها كلفت نفسها
وراحت جابت الفول السودانى والموز لتلقيه على (شيكابالا) فى مباراة القمة،
تاركاً فهم المعنى والمحتوى لذكاء المستمعين، وكتاب الله قال كدة، وأنا
بحلف بجد مش على طريقة (مدحت شلبى)، فهل هذا كلام يصدق؟ موز إيه وفول
سودانى إيه؟ يا راجل دة إنت ناقص تقول إن تأخير (شيكابالا) عن المنتخب كان
بسبب إنه مشغول فى عجين الفلاحة!
وبينى
وبينكم أنا أرى أن (شيكابالا) شاب غلبان رغم ما هو فيه من شهرة وبطولة
يحملها على عاتقه من أجل إسعاد جمهور بأس طويلاً وحزن وبكى سنوات عديدة،
فأصبح المطلوب منه يفوق قدراته بكثير، فليست كل الفرق دجلة واتحاد ومقاصة
ليقدم المنتظر منه بالشكل الأمثل، وإلا لتألق وفاز على الأهلى مثلما يفعل
دائماً، وعارف إن كل اللاعيبة ممكن يكون عندهم يوم لا يظهروا فيه بمستواهم
المعروف، ولكن منذ متى كان لـ(شيكابالا) مستوى أمام الأهلى أو مع منتخب
مصر؟ أرجو أن يذكرنى أحد!
اللاعب
الغلبان شال الليلة يوم القمة، وهو الذى لم يعتد مسألة التغيير، ولكن
مدربه باعه عند أول خيبة، وقرر تغييره فى الدقائق الأخيرة، ليقول لجماهيره
هاهو لاعبكم المفضل فشل فى جلب الفوز لكم، وأنا لن أقف على لاعب، فقام
باستبداله ربما يحرز الفوز من غيره ويصبح هو البطل الوحيد للفريق، وربما
يخسر وأيضاً سيكون قد عمل اللى عليه بدليل إن الكل شاف اللاعب ومستواه،
ويمكن يظل التعادل رغم خروج اللاعب ما يعنى أنه لم يكن فارق معانا يعنى
برضو يشيل الليلة!
كل
هذه أمور داخلية فى الزمالك، وهم أحرار فى دواخلهم، يدخلوا يخرجوا يشيلوا
يحطوا، ملناش فيه، يأكلوا (شيكابالا) موز، يخلوه يعمل نومة العازب برضو
ملناش فيه، لكن الاتهامات الجوفاء الصادرة عن براميل فارغة لا يمكن أن تصل
لهذه الدرجة!
(إبراهيم)
وأخوه يصرخان عبر كل وسائل الإعلام المحسوسة والمرئية أن أمريكا تتحدث عن
العنصرية التى واجهها اللاعب الغلبان، ولا يعرفا أن أمريكا أخدت الكلام
منهم أصلاً، فلا أمريكا شافت ولا إنجلترا سمعت، ولا أثيوبيا حست إلا من
خلال سيول التصريحات التى يطلقها الجوز الزملكاوى، فهل ننتظر أن تقول
أمريكا عليهما كدابين؟ طبعاً لأ، بالعكس تماماً!
المشكلة
أن حكاية العنصرية التى يطلقها جوز التوأم فى هذا الوقت العصيب والذى تمر
فيه البلد بكلام عن الفتنة وخلافه بسبب أحداث الإرهاب الغبى، سيضيف علينا
ما لا نتحمله، وستصبح الفتنة فتنة وعنصرية بفضل جهل وتخلف وأنانية أناس لا
يعرفوا كيف يتحدثوا ولا كيف يفكروا، أو بالأصح كيف يضحكوا على الناس بطريقة
أكثر ذكاءً!
وفى
النهاية قد يقول قائل من الذين أكدو أن صورة (شيكابالا) وهو يرفع حذاءه
للجمهور كالعادة لم تكن مركبة كما أكد حاميا حمى الأخلاق الرياضية، وإنما
سيعترفا بأن اللاعب خلع حذاءه فعلاً كيلا يتفادى الانزلاق على قشر الموز
الذى ملأ الملعب كما أكد أحد التوأمين.. وهو بالمناسبة التوأم اليمين!