دوري أبطــ( 11 )ـــال إفريقيا 2010 : مازيمبي والترجي في النهائي

المدرب بلحسن المرياح يتحدّث لـ «الحرية»
عن لقاء الترجي الرياضي والأهلي المصري

أخشى على لاعبي الترجي من التسرّع والتشنج
وأوصيهم بانتظار اللحظة المناسبة لإحداث الفارق


لا يمكن أن نجد رأيا أكثر وجاهة وصوابا، من بين الفنيين والمتابعين حول مباراة إياب الدور نصف نهائي كأس رابطة الأبطال افريقيا بين الترجي الرياضي والأهلي المصري، من رأي المدرب بلحسن المرياح، وذلك اعتبارا لعوامل عديدة لعلّ أهمّها مشواره الثّري في مجال التدريب والتي انطلق منذ سنة 1972، حيث تولّى الاشراف على عديد الأندية سواء في تونس أو خارج أرض الوطن من خلال بعض التجارب في عدة فرق عربية...، هذا بالإضافة إلى معرفته الدقيقة بخصائص الترجي كيف لا وهو ابن النادي إذ بدأ مشواره كلاعب في فريق باب سويقة، فضلا عن اضطلاعه بمهمّة مدرب مساعد في أكابر الترجي خلال سنوات لن تنمحي من ذاكرة أحباء الأحمر والأصفر، ونعني بها 1993 ـ 1994 ـ 1995 حيث أحرز بطولة افريقيا والكأس الافريقية الممتازة فضلا عن البطولة الوطنية.
كل هذه العناصر، جعلت نظرة المدرب بلحسن مرياح فيما يخص لقاء بعد غد الأحد تتّسم بالدقّة والشمولية... وهو ما سيكشفه هذا الحديث الذي جمعنا به والذي خصّص للقاء القمّة الكروية المرتقبة بين الترجي الرياضي والأهلي المصري.

ـ في البداية كيف رأيت حوار ستاد القاهرة بين الترجي والأهلي؟

ـ الترجي والأهلي فريقان كبيران، بل هما من خيرة الأندية على الساحة العربية والافريقية.. فكلاهما متعوّد على المقابلات «الكبيرة» والمراهنة على الألقاب وقد نجح الأهلي في اخذ الأسبقية خلال لقاء الذهاب بعد ان لاح الترجي بعيدا عن مستواه المعهود... ويمكن القول إنّ الهدف الذي حققه أسامة الدرّاجي قد أعاد توزيع أوراق الحوار، وهو ما جعل مباراة الاياب تحتفظ بكامل أسرارها فلو انهزم الترجي بهدفين لصفر لكانت مهمته في تونس مستحيلة.

ـ أي أنّ لقاء يوم الأحد سيكون صعبا على كلا الفريقين؟

ـ بالفعل فمباراة ملعب رادس، تبدو صعبة وغامضة في ظل تكافؤ موازين القوى، فالترجي والأهلي يضمّان عناصر دولية تنتمي إلى المنتخب التونسي والمصري، تتمتع بخبرة واسعة في مثل هذه المقابلات الصعبة، فبلوغ المربع الذهبي لرابطة أبطال افريقيا يعني احقيّة كل فريق بالتتويج... وبالتّالي فإنّ جزئيات بسيطة قد تصنع الفارق بين هذا وذاك، المباراة صعبة، وسيكون للحضور الذهني دور بارز في اللقاء.

ـ تواجد الترجي على أرضية ميدانه وأمام جماهيره ألا يمنحه أسبقية على حساب الأهلي؟

ـ رغم أنّ الحظوظ تبدو متكافئة بين الترجي والأهلي، فإنّ خوض الأحمر والأصفر للمباراة أمام جماهيره يمثّل بلا شك أسبقية معنوية له، فلا أحد ينكر دور جمهور الترجي في مؤازرة فريقه، بل إن أحباء الترجي سيضطلعون بمهمّة جسيمة لدفع اللاّعبين نحو الأمام والوصول إلى مرمى الأهلي وذلك من بداية المباراة إلى نهايتها ومهما كانت تطوّرات اللقاء.

ـ الأهلي يستعيد بعض عناصره البارزة، ألا يمثّل ذلك حافزا له للتألّق في رادس بالذّات؟

ـ مهما كانت قيمة أسماء لاعبي الأهلي الذين سيعززون تشكيلة الفريق، شأن معوّض، وجدّو... فإنّ الفرق الكبرى لا يتوقّف تألّقها عند الفرديات بل هي أنّها تعتمد على روح المجموعة، وبالتالي فإنّ طابع الأهلي المصري سيكون هو ذاته، رغم يقيني بقيمة العناصر التي ستعزّز صفوف الفريق المصري، فلا أحد ينكر قيمة سيد معوّض والعمل الكبير الذي يقوم به على الجهة اليسرى وكذلك الشأن بالنسبة للمهاجم محمد ناجي جدّو.

ـ في رأيك ما الذي سيصنع الفارق بين الأهلي والترجي؟

ـ أعتقد أنّ العامل البدني سيكون عنصرا حيويّا في تحديد الفريق المتأهّل إلى النهائي، فالمباراة صعبة ومثلما رأينا في لقاء الذهاب، فإنّ العطاء البدني كان غزيرا... وبالتالي فإنّ الجاهزية البدنية تبدو الفيصل في هذا الحوار... هذا فضلا عن الحضور الذهني والتقيّد بتعليمات المدرّب.

ـ لو كنت مكان المدرب فوزي البنزرتي، ما هي الطريقة التكتيكية التي سوف تختارها لمواجهة الأهلي؟

ـ لا يمكن الحديث عن رسم تكتيكي واحد جاهز لمواجهة الأهلي... فالمدرب فوزي البنزرتي وهو يعي هذا الأمر جيّدا مطالب باعداد عديد السيناريوهات التكتيكية على أن يعتمد واحدة منها، وفقا للطريقة التي سيعتمدها الأهلي المصري، فانتشار أبناء المدرب حسام البدري سيملي اتباع الرسم المناسب إذ هناك فرق في التوجه التكتيكي إذا ما اختار الأهلي الإنكماش الدفاعي أو إذا اعتمد على رسم هجومي واضح...
ومهما يكن فإنّ الحضور الذهني للاعبين يعد شرطا أساسيا في تطبيق التعليمات...
فالمدرب فوزي البنزرتي اختار في لقاء الذهاب الخطة المناسبة ولكن الأشكال الحاصل كان في تطبيق تفاصيل تلك الخطة فوق الميدان... ولهذا ظهرت خطوط الترجي متباعدة نسبيا في لقاء ستاد القاهرة، ولم يلعب الفريق بطريقته المعهودة.

ـ نفهم من ذلك أنّ المباراة لن تكون باليسيرة على المدرّبين البنزرتي أو البدري؟

ـ بالفعل الحوار التكتيكي بين فوزي البنزرتي وحسام البدري يبدو على غاية من الصعوبة، فاللقاء سيكون بمثابة «المسرحية» المعقّدة والتي تحتوي فصولا ومشاهد عديدة إذ أنّ الامكانيات التي يتمتع بها كل من الترجي والأهلي ستجعل الحوار التكتيكي معقّدا وقد نعيش يوم الاحد القادم وضعيات مختلفة وتطوّرات متنوّعة، وهنا ستكون قيمة الجزئيات البسيطة والتفوّق على مستوى الثنائيات.

ـ هل تشعر بأنّ الترجي قادر على تجاوز عقبة الأهلي والمرور إلى النهائي؟

ـ الترجي مطالب باللعب وفق امكانياته وبالطريقة التي عوّدنا بها... ولا أظنّ أن الفريق سيقدّم أداء أسوأ من ذلك الذي رأيناه في ستاد القاهرة، فاللعب بطريقة مدروسة بالتبادل السريع للكرة وحسن استغلال الوضعيات والمساحات والكرات الثابتة، سيمكّن حتما الترجي الرياضي من اقتلاع ورقة التأهل إلى الدور النهائي.

ـ بصراحة ما الذي تخشاه من لاعبي الترجي؟

ـ الترجي مطالب بالفوز بهدف لصفر، وبالتالي فإنّي أخشى على لاعبي الترجي من الوقوع في فخ التسرّع فزملاء أسامة الدراجي يتعيّن عليهم التعامل الذكي والرصين مع مختلف ردهات اللقاء... فلا مجال للتشنّج أو التسرّع حتى إذا ما لم يتوفّق الفريق في افتتاح النتيجة منذ الدقائق الأولى، فلا داعي للعب ضد الساعة، لأنّ ذلك سيزيد في حجم الضغط المسلّط على اللاعبين ويزيد لاعبي الأهلي ثقة في امكانياتهم.

ـ وبماذا توصي اللاّعبين؟

ـ أوصي لاعبي الترجي بالصبر وانتظار الفرصة أو اللحظة المناسبة لإحداث الفارق، فالمهمة لن تكون بالعسيرة إذا ما عرف الترجي كيف يتعامل مع اللقاء، فالهدف الذي يبحث عنه الأحمر والأصفر قد يأتي في أوّل اللقاء وهنا يجب المحافظة عليه وتعزيزه... وقد يأتي في نهاية المباراة وهنا لا بدّ من ضبط النفس وتفادي التّسرع والارتجال.