تخيّل أننا صديقان -باقول لك تخيّل بس يا عم بلاش قناطة- وتخيّل أنني شخص
رغاي –ده مجرد تخيّل مش أكتر- وأجلس معك كل يوم أُحدّثك عن موضوعات لا
تهمك بالمرة ولا تشغل بالك ولا تفيدك، فهل ستستمع لي باهتمام؟ وتنصت وتلزم
نفسك بالجلوس معي كل يوم كي تستمع إلى حكاياتي، وتعطّل مصالحك وتؤخّر
مشاويرك؛ كي تنهل من رغيي الفاضي؟؟ غالبا إجابتك ستكون بـ"لا"، أما إذا
كنت على خلاف توقعاتي وقلت "نعم"، فسأسألك عن رأيك إذا كانت حكاياتي هذه
قد سمعتها أنت مني عشرات المرات من قبل.. إيه قولك بقى؟؟!
عن
المسلسلات التي تُعرض في رمضان نتحدّث.. وأنا لا أحب مصطلح "مسلسلات
رمضان" لأن مُسلسلات رمضان هي "مردة الشياطين"؛ لأنها تُسلسل في رمضان كما
نعلم، فهل كانت فكرة المسلسلات اتفاقا يقضي بتأجير شياطين من الباطن بدل
اللي اتقفّشوا.. أم ماذا؟
تأتي هذه المسلسلات وتصاحب بضجة كبيرة
جدا من جانب القنوات التي "تتكالب" للحصول على حقوق عرضها تحت شعار هلال
رمضان اللي بيجمعنا أو بيقربنا أو..... وينتظر المُشاهد بلهفة العرض الأول
في أول أيام الشهر الفضيل، يُحضر نوتة صغيرة ويسجّل فيها ما ينوي أن
يتابعه وغالبا لا يترك شيئا في "المنيو" إلا طلبه، ويسجّل مواعيد عرض هذه
المسلسلات ومواعيد الإعادة.. المسلسل الاجتماعي والصعيدي والكوميدي ومنذ
فترة قريبة التاريخي..
أما المسلسل الاجتماعي فهو سيحكي عليك قصة
لا تمت بأي صلة لعالمك الذي تعيشه، امرأة فقيرة تحلم بأن تكون شيئا
استطاعت -يا محاسن الصدف- أن تنجح وتحقق أحلامها التي غالبا تكون فيها
سيدة أعمال كالمرأة الحديدية.. أو قصص متفرّقة من الأزواج والزوجات
والأولاد اللي "بيحبوا على نفسهم"، أو رجل الأعمال الحرامي العضو في مجلس
الشعب وفي نفس الوقت تاجر مخدرات كبير واكل السوق، بس عنده حصانة ومش سايب
ولا دليل وراه لحد آخر المسلسل..
والمسلسل الصعيدي عن شخص يقوم
بدور إبليس، نظرة نارية وعيون مبحلقة، وكم ضخم من الجلاليب الفلاحي
والشوم، والأثاث المُدْهب، وكم أضخم من مشابك الشعر والعبايات المطرزة،
ولفات الطرح، والخدم والحشم والسيارات الجيب، والبنادق الرشّ والمسدسات
والمدافع الرشاشة، والحرائق التي تأكل الأخضر واليابس..
والمسلسل
الكوميدي الجديد جدا في فكرته التي تعتمد ولأول مرة على شخصية التوائم
عفوا ليست التوائم الملتصقة، بل التوائم البايخة الرزلة والمكررة لعشرات
المرات.. اعتمادا على نفس التعريف الساذج للكوميديا بأنها أن تجمع اثنين
من بيئتين مختلفتين وتحدث بينهما مواقف تكون في غاية الكوميديا، واحد
بيقول كابتشينو فالتاني يقول برشام ده، وواحد بيلعب رياضة والتاني بيلعب
تحطيب، وكوميديا جامدة مش قادر أمسك نفسي من الضحك..
والمسلسل
التاريخي والذي يختصر تاريخ أمة بكاملها في قصة حب ملتهبة بين ملكة وواحد
من العبيد أو العكس، وكيف أنه صاحب طموح هيرتقي بيه لحد ما يقعد على كرسي
العرش، هو طبعا مش إحنا.. إحنا هنقعد على.. إحم كرسي الصالون، وبهارات
الدسائس والمؤامرات ووسائل القتل البشعة من دس السم في الطعام ودس الأفاعي
تحت السرير والتآمر على قتل شخص أعزل، والحبس في الأقبية لسنين طويلة..
عفوا
إذا كنتُ شخصا رغايا، ولكن هل تراهنني على أن أفكار المسلسلات التي تعرض
في رمضان لن تخرج عن هذا الإطار، ربما تخالف توقعاتي وتقول "نعم" ربما
تختلف، وهنا سيكون لي معك وقفتان:
الأولى: بكل
الأحوال فإن منطق الإفادة غائب تماما؛ فالمسلسل الاجتماعي الذي يحكي لك
قصة خاصة بأبطاله لن يحقق لك أي إفادة؛ لأنه يتحدّث عن غيرك وغالبا ما
يتحدّث عن فئات غير موجودة بالأساس في مجتمعنا، كما أنه لا يطرح حلولا
بقدر ما يصنع مشكلات.. والمسلسل التاريخي لا يمكن الاعتماد على ما ورد فيه
كمصدر لتاريخ فترة معينة حيث يعتمد على قصة درامية غالبا تكون بعيدة عن
الحقائق التاريخية.. والكوميدي لا يهدف للإفادة بالأساس ولهذا يهدف
للسخرية والكوميديا، وهذا ينقلنا للنقطة التالية..
الثانية:
هل تتوقّع في قرارة نفسك أن ترى جديدا في أي مسلسل يُعرض في رمضان أي
رمضان؟؟ بالله عليك يا مؤمن وإنت صايم متوقع إنك تشوف إيه في مسلسل صعيدي
غير اللي شفته في المسلسل اللي قبله، وإيه الجديد اللي ممكن يكون في
مسلسلات تتناول حياة ناس في الحواري الشعبية أو القصور الفخمة أو أروقة
البيزنس غير اللي كلنا حافظينه في أرشيف الذاكرة، ولتسهيل الإجابة عليك
أفصّل لك استامبات الشخصيات الثابتة في الدراما المصرية:
-الصعيدي: رجل شرير ذو نظرة نارية لا يحترم المرأة ولا يعترف بها وغالبا على علاقة براقصة تدور في الموالد.
-الراقصة: غالبا فتاة بريئة مضطرة للرقص لأن أسرتها كذلك، وهي لا بد أن تفضّل بطل المسلسل على ابن عمها..
-زوجة الصعيدي:
سيدة طيبة مطيباتية بتهدي في العيال عشان يحترموا أبوهم، وبتعامل الخدم
أحسن معاملة أو ست شريرة عقربة دماغها ذري بتخطّط وتدبّر وتنفّذ في الضلمة.
-رجل الأعمال: رجل خبيث بدين يعمل في نشاطات مخالفة للحكومة (مخدرات - سلاح - دعارة...) وله عدة زوجات تملأ الحلي أذرعهن..
-الشاب: مهذب.. معتدل.. بيحب.. إما ظروفه صعبة أو عنده مشكلة مع أسرته، يعرف شابا يتعاطى مخدرات، وشابا آخر إرهابيا.
-الإرهابي:
أي شاب جامعي.. معقّد.. "بدقن" (أيام جماعة الجهاد) أو "بدون دقن" (بعد
نشاط الإخوان المسلمين)، مكشر.. متعجرف.. قليل الذوق.. جلياط.. الجميع
يكرهونه..
-البطلة: سيدة
أعمال شهيرة.. لها معجبون كثيرون وأعداء في نفس الوقت.. قمة الطهارة
البشرية والصفاء النفسي.. غالبا غير متزوجة أو أرملة شخص غني، ولو مات وهو
كبير في السن تبقى كانت سكرتيرته، وهناك خلافات مع أبنائه من زوجته الأخرى
بنت الباشا اللي ساعده في أول حياته لحد ما بقى حاجة..
-البطلة 2:
فتاة فقيرة.. خادمة أو عاملة أو تدرس في معهد متوسط، ولكنها مختلفة عن
زميلاتها وفي عينيها بريق الحلم.. تكافح حتى نراها في الحلقات الأخيرة
واضعة النظارة الشمس على عينيها تنزل من سيارتها الفخمة أمام فيلتها
الفخمة..
طب إيه بقى؟؟ هه.. إيه؟ مش نطفي التليفزيون ونقوم نشوف حاجة عدلة نعملها، ولا هنفضل كده علطول زباين سُـقع؟ ولا إيه؟؟
رغاي –ده مجرد تخيّل مش أكتر- وأجلس معك كل يوم أُحدّثك عن موضوعات لا
تهمك بالمرة ولا تشغل بالك ولا تفيدك، فهل ستستمع لي باهتمام؟ وتنصت وتلزم
نفسك بالجلوس معي كل يوم كي تستمع إلى حكاياتي، وتعطّل مصالحك وتؤخّر
مشاويرك؛ كي تنهل من رغيي الفاضي؟؟ غالبا إجابتك ستكون بـ"لا"، أما إذا
كنت على خلاف توقعاتي وقلت "نعم"، فسأسألك عن رأيك إذا كانت حكاياتي هذه
قد سمعتها أنت مني عشرات المرات من قبل.. إيه قولك بقى؟؟!
عن
المسلسلات التي تُعرض في رمضان نتحدّث.. وأنا لا أحب مصطلح "مسلسلات
رمضان" لأن مُسلسلات رمضان هي "مردة الشياطين"؛ لأنها تُسلسل في رمضان كما
نعلم، فهل كانت فكرة المسلسلات اتفاقا يقضي بتأجير شياطين من الباطن بدل
اللي اتقفّشوا.. أم ماذا؟
تأتي هذه المسلسلات وتصاحب بضجة كبيرة
جدا من جانب القنوات التي "تتكالب" للحصول على حقوق عرضها تحت شعار هلال
رمضان اللي بيجمعنا أو بيقربنا أو..... وينتظر المُشاهد بلهفة العرض الأول
في أول أيام الشهر الفضيل، يُحضر نوتة صغيرة ويسجّل فيها ما ينوي أن
يتابعه وغالبا لا يترك شيئا في "المنيو" إلا طلبه، ويسجّل مواعيد عرض هذه
المسلسلات ومواعيد الإعادة.. المسلسل الاجتماعي والصعيدي والكوميدي ومنذ
فترة قريبة التاريخي..
أما المسلسل الاجتماعي فهو سيحكي عليك قصة
لا تمت بأي صلة لعالمك الذي تعيشه، امرأة فقيرة تحلم بأن تكون شيئا
استطاعت -يا محاسن الصدف- أن تنجح وتحقق أحلامها التي غالبا تكون فيها
سيدة أعمال كالمرأة الحديدية.. أو قصص متفرّقة من الأزواج والزوجات
والأولاد اللي "بيحبوا على نفسهم"، أو رجل الأعمال الحرامي العضو في مجلس
الشعب وفي نفس الوقت تاجر مخدرات كبير واكل السوق، بس عنده حصانة ومش سايب
ولا دليل وراه لحد آخر المسلسل..
والمسلسل الصعيدي عن شخص يقوم
بدور إبليس، نظرة نارية وعيون مبحلقة، وكم ضخم من الجلاليب الفلاحي
والشوم، والأثاث المُدْهب، وكم أضخم من مشابك الشعر والعبايات المطرزة،
ولفات الطرح، والخدم والحشم والسيارات الجيب، والبنادق الرشّ والمسدسات
والمدافع الرشاشة، والحرائق التي تأكل الأخضر واليابس..
والمسلسل
الكوميدي الجديد جدا في فكرته التي تعتمد ولأول مرة على شخصية التوائم
عفوا ليست التوائم الملتصقة، بل التوائم البايخة الرزلة والمكررة لعشرات
المرات.. اعتمادا على نفس التعريف الساذج للكوميديا بأنها أن تجمع اثنين
من بيئتين مختلفتين وتحدث بينهما مواقف تكون في غاية الكوميديا، واحد
بيقول كابتشينو فالتاني يقول برشام ده، وواحد بيلعب رياضة والتاني بيلعب
تحطيب، وكوميديا جامدة مش قادر أمسك نفسي من الضحك..
والمسلسل
التاريخي والذي يختصر تاريخ أمة بكاملها في قصة حب ملتهبة بين ملكة وواحد
من العبيد أو العكس، وكيف أنه صاحب طموح هيرتقي بيه لحد ما يقعد على كرسي
العرش، هو طبعا مش إحنا.. إحنا هنقعد على.. إحم كرسي الصالون، وبهارات
الدسائس والمؤامرات ووسائل القتل البشعة من دس السم في الطعام ودس الأفاعي
تحت السرير والتآمر على قتل شخص أعزل، والحبس في الأقبية لسنين طويلة..
عفوا
إذا كنتُ شخصا رغايا، ولكن هل تراهنني على أن أفكار المسلسلات التي تعرض
في رمضان لن تخرج عن هذا الإطار، ربما تخالف توقعاتي وتقول "نعم" ربما
تختلف، وهنا سيكون لي معك وقفتان:
الأولى: بكل
الأحوال فإن منطق الإفادة غائب تماما؛ فالمسلسل الاجتماعي الذي يحكي لك
قصة خاصة بأبطاله لن يحقق لك أي إفادة؛ لأنه يتحدّث عن غيرك وغالبا ما
يتحدّث عن فئات غير موجودة بالأساس في مجتمعنا، كما أنه لا يطرح حلولا
بقدر ما يصنع مشكلات.. والمسلسل التاريخي لا يمكن الاعتماد على ما ورد فيه
كمصدر لتاريخ فترة معينة حيث يعتمد على قصة درامية غالبا تكون بعيدة عن
الحقائق التاريخية.. والكوميدي لا يهدف للإفادة بالأساس ولهذا يهدف
للسخرية والكوميديا، وهذا ينقلنا للنقطة التالية..
الثانية:
هل تتوقّع في قرارة نفسك أن ترى جديدا في أي مسلسل يُعرض في رمضان أي
رمضان؟؟ بالله عليك يا مؤمن وإنت صايم متوقع إنك تشوف إيه في مسلسل صعيدي
غير اللي شفته في المسلسل اللي قبله، وإيه الجديد اللي ممكن يكون في
مسلسلات تتناول حياة ناس في الحواري الشعبية أو القصور الفخمة أو أروقة
البيزنس غير اللي كلنا حافظينه في أرشيف الذاكرة، ولتسهيل الإجابة عليك
أفصّل لك استامبات الشخصيات الثابتة في الدراما المصرية:
-الصعيدي: رجل شرير ذو نظرة نارية لا يحترم المرأة ولا يعترف بها وغالبا على علاقة براقصة تدور في الموالد.
-الراقصة: غالبا فتاة بريئة مضطرة للرقص لأن أسرتها كذلك، وهي لا بد أن تفضّل بطل المسلسل على ابن عمها..
-زوجة الصعيدي:
سيدة طيبة مطيباتية بتهدي في العيال عشان يحترموا أبوهم، وبتعامل الخدم
أحسن معاملة أو ست شريرة عقربة دماغها ذري بتخطّط وتدبّر وتنفّذ في الضلمة.
-رجل الأعمال: رجل خبيث بدين يعمل في نشاطات مخالفة للحكومة (مخدرات - سلاح - دعارة...) وله عدة زوجات تملأ الحلي أذرعهن..
-الشاب: مهذب.. معتدل.. بيحب.. إما ظروفه صعبة أو عنده مشكلة مع أسرته، يعرف شابا يتعاطى مخدرات، وشابا آخر إرهابيا.
-الإرهابي:
أي شاب جامعي.. معقّد.. "بدقن" (أيام جماعة الجهاد) أو "بدون دقن" (بعد
نشاط الإخوان المسلمين)، مكشر.. متعجرف.. قليل الذوق.. جلياط.. الجميع
يكرهونه..
-البطلة: سيدة
أعمال شهيرة.. لها معجبون كثيرون وأعداء في نفس الوقت.. قمة الطهارة
البشرية والصفاء النفسي.. غالبا غير متزوجة أو أرملة شخص غني، ولو مات وهو
كبير في السن تبقى كانت سكرتيرته، وهناك خلافات مع أبنائه من زوجته الأخرى
بنت الباشا اللي ساعده في أول حياته لحد ما بقى حاجة..
-البطلة 2:
فتاة فقيرة.. خادمة أو عاملة أو تدرس في معهد متوسط، ولكنها مختلفة عن
زميلاتها وفي عينيها بريق الحلم.. تكافح حتى نراها في الحلقات الأخيرة
واضعة النظارة الشمس على عينيها تنزل من سيارتها الفخمة أمام فيلتها
الفخمة..
طب إيه بقى؟؟ هه.. إيه؟ مش نطفي التليفزيون ونقوم نشوف حاجة عدلة نعملها، ولا هنفضل كده علطول زباين سُـقع؟ ولا إيه؟؟