لم تكن الفرحة التي عاشتها جماهير الأهلي ببطولة الدوري رقم 35 في تاريخ ناديها بالعادية، خاصة وأن الفريق وللمرة الأولى منذ سنوات يعاني مثل هذه الصعوبات الجمة من أجل التتويج باللقب.
وعلى الرغم من أن الفريق الأحمر حسم البطولة قبل نهايتها بثلاث جولات، إلا أن اللقب هذا العام كان أصعب كثيراً من المواسم الماضية بما فيها الموسم الفائت الذي حسم خلاله اللقب في مباراة فاصلة أمام الإسماعيلي.
وتكمن صعوبة التتويج الجديد للأهلي زعيم الكرة المصرية بلا منازع بألقابه وبطولاته الكبيرة على المستوى المحلي، في الضغوط التي عانى منها جهازه الفني بقيادة حسام البدري واللاعبين سواء ذووي الخبرة منهم أو الشباب بسبب إهتزاز المستوى وتأرجح النتائج وأيضاً ضعف بعض الخطوط كالدفاع وحراسة المرمى وعدم قدرة البدري على إيجاد حلول لتلك الأزمات الفنية طيلة موسم كامل بعد الإصابات التي عانى منها عدد كبير من نجومه ومحدودية خبرة لاعبيه الشباب.
وإنعكست تلك الصعوبات بشكل كبير على إحتفالات الجماهير الأهلاوية يوم أمس التي بدأت المباراة حاملة لافتات عصبية نوعاً ما قالت إحداها "لا عزاء لمن يحتاج ربع قرن حتى يتخطى بطولات الأهلي"، وقالت أخرى "كذبة أبريل .. الأبيض قادم"، وثالثة "أيوة يا معروف .. العميد يقصدها"، وهو ما يعني تعرضها هي الأخرى لضغوط عنيفة إنعكست على فرحتها ودفعتها للرد على منتقدي فريقها بدلاً من الإحتفال به.
كما تأثر اللاعبون أيضاً بتلك الحالة، حيث جاءت ردود محمد بركات عصبية جداً بعد المباراة، خاصة فيما يتعلق بالإعلامي محمد شبانة الذي عرض أزمة إشارات بركات في مباراة القمة أمام الزمالك ورأى إنه مدان بالفعل، كما أكد أحمد حسن إنه سيقاضي الإعلامي محمود معروف على رؤيته لأحد إعلاناته الجديدة على أنها تحمل إهانة للجماهير البيضاء بعدما أظهرت كلب لونه أبيض يخرج من علبة حمراء.
ومن جانبه، لم يكن البدري أقل تأثراً بعدما أكد أن الفوز باللقب رد على المشككين في قدراته كمدرب، مؤكداً تقبله للنقد على الرغم من أنه إعتاد على أن يتصرف بعصبية كبيرة مع عبارات النقد الموجهة له، فيما أخذ الرد عليها جزء كبيراً من وقته.
أما مجلس إدارة الأهلي، فلم يكن بعيداً عن الأحداث بالرغم من تواريه في أغلب الأحيان وحرصه على عدم إقحام نفسه في الأمور الفنية وبالأخص على المستوى الإعلامي، حيث تحدث العامري فاروق عن سعادته "الشخصية" بالبدري وإنجازه وحرص على التأكيد في حديثه على أنه يهنئه ويحييه بشكل شخصي، وهو ما يؤكد أن المجلس لم يستقر بعد على بقائه أو استمراره.
عصبية الأهلي في مواجهة الضغوط التي مر بها هذا العام والتي إنعكست على إحتفالاته باللقب الـ 35 في بطولة الدوري، ما هي إلا مؤشر خطير يؤكد على أن اللاعبين وجهازهم الفني شعروا للمرة الأولى بعدم الثقة في قدراتهم على تحقيق الإنجاز والخوف من أي منافس حتى ولو كان يطاردهم من بعيد، غير إنه أيضاً يمكن تحويله لطاقة إيجابية لو أن الجميع صارحوا أنفسهم بأن ما عانى منه الفريق هذا العام لم يكن ضغطاً فقط ولدته الظروف الصعبة، لكنه حمل أيضاً بداية النهاية لمرحلة "التحليق منفرداً في سماء الكرة المصرية"، والهبوط للمنافسة على أرض الواقع، وهو الذي قد لا يتوقف العام القادم فقط عند النتائج والعروض المذبذبة والتي تنتهي بالبطولة مهما كانت الصعاب، لكنه سيمتد أيضاً لخسائر مؤكدة وواضحة للبطولات والألقاب، خاصة وأن المنافسين باتوا على الطريق الصحيح ولم يعد يفصلهم عن العودة سوى أمتار قليلة.