نجوم
زمان : الحارس الطائر عادل هيكل بعبع الزمالك .. بين أفضل 10 حراس أفارقة
كتب : محمود مرزوق نستأنف معكم حلقات نجوم زمان بعد توقف دام
طويلا واليوم نعود بالحلقة السادسة مع نجم عظيم من النجوم التى تمتلئ بها
سماء الأهلى الحافلة بالبطولات والإنجازات والوفاء وإنكار الذات .
ضيفنا اليوم الحارس العظيم عادل هيكل الذى ظل
يدافع عن ألوان النادى الأهلى والمنتخب الوطنى حتى لقب بالحارس الطائر
فكان سدا منيعا بمعنى الكلمة وكان وفيا بحق ، محبا وعاشقا لناديه ومنتخب
بلاده فزرعناه فى قلوبنا حتى يومنا هذا وتذكرناه فى كل آن من هذا الزمان .
عادل هيكل
مولده
وبدايته ولد محمد أحمد عادل هيكل الشهير بعادل هيكل
بالجزيرة فى 23 مارس عام 1934 والتحق بروضة قصر الدوبارة ثم بالجيزة
الثانوية ثم المعهد العلمى وأخيرا
السعديةالثانويةوتخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم
الصحافة عام 1967 وقد عمل بالصحافة بمجلة الجيل الجديد والأنوار اللبنانية
وجريدة الوفد وذلك بدون مقابل .
والده هو المناضل المصرى الصعيدى الأستاذ/على
أحمد هيكل المحامى سنة1928
، والدته هى ملك فايد صدقى تركيه شركسيه من أسطنبول ومازالت عائلتها حتى الأن فى تركيا .
قصة حراسة المرمى منذ السادسة من عمره ظهرت موهبة عادل هيكل
بصورة واضحة وانطلق فى شوارع حى المنيل بالقاهرة وكان بيت عائلته قريبا من
بيت الكابتن محمد لطيف رحمه الله وبعد ذلك انتقلت والدته لمنطقة الدقى
ومارس عندئذ هيكل كرة القدم فى مدرستى الجيزة الثانوية والسعدية وبرز بشدة
فى حراسة المرمى حيث كان عاشقا للقفز والحركات البهلوانية .
وعندما شاهده مدرب الناشئين فى الأهلى
الكابتن حسين كامل ضمه لناشئى النادى عام 1947 وكان عمره 13 عاما ولسوء حظه
أصيب بكسر مضاعف فى ذراعه الأيمن وتولى الأهلى رعايته وعالجه الدكتور عبد
الحى الشرقاوى رحمه الله (أفضل دكتور عظام فى ذلك الوقت) وقد زاره بعد هذه
الإصابة العظيم مختار التيتش ومحمد بك مدكور ليطمئنوا والدته وعاد هيكل
للملاعب ولكن أصيب بمرض التيفود بعد ستة أشهر وكان الفنان نجيب الريحانى قد
أصيب من قبل بهذا المرض وتوفى بعد أن تأخر الدواء الذى كان قد طلبه
الدكتور المعالج للريحانى من أمريكا ، وتدهورت صحة هيكل ولكن والدته قامت
بشراء هذا الدواء الذى كان مخصصا لعلاج الريحانى وتماثل الحارس الطائر
للشفاء بحمد لله وكتبت الصحف وقتها
(وفاة
الريحانى أعطت الحياة لهيكل) .
عاد هيكل للأهلى بعد تماثله للشفاء ولعب مع
فريق الأشبال لمدة عامين وفاز معه بالبطولة ولم تهتز شباكه بأى هدف كما حصل
على كأس أحسن حارس مرمى فى بطولة سداسيات الزراعة والتى اشتركت بها جميع
المدارس والجامعات واختاره المدرب العالمى بروشتش (مدرب مصر آنذاك) ضمن
الفريق الممثل لمصر .
هيكل فى الفريق
الأول البداية كانت صعبة
أمام الترسانة حين اقترح التيتش أن يشارك هيكل لأول مرة مع الفريق الأول
ولسوء حظه خسر الأهلى بنتيجة 6-2 ، وفكر هيكل فى عدم العودة لكرة القدم مرة
أخرى واعتبر نفسه مسئولا عن هذه النتيجة وبعد المباراة انتظره التيتش فى
حديقة النادى وما أن فتح سيرة المباراة حتى قال له هيكل أنها المرة الأخيرة
التى سيراه فيها يلعب الكرة ولكن التيتش كعادته بكل إحتواء قال له : انت
ستكون أفضل حارس مرمى فى مصر . وفوجئ هيكل باسمه فى
قائمة مباراة الترام الثانية وكان هذا الفريق من أصعب الفرق التى تواجه
الأهلى بالرغم من خسارته من أكثر فرق الدورى ، وشعر هيكل بحماس كبير وبدأت
المباراة ولكن اهتزت شباكه بهدفين وقبل انتهاء المباراة سمع صوت أحد
المشجعين المتعصبين يهدده قائلا : ( لو الأهلى خسر هقتلك ...دى أول مرة الأهلى يدخل فيه 8 أجوال
فى أسبوع ) ، ولكن نجح
الأهلى فى إحراز التعادل . تفانى هيكل فى التدريب
بجدية حيث كان أمامه حراس عظماء فى حجم براسكوس وعبد الجليل وكاتو حتى لقب بالحارس الطائر لقفزاته العالية وقدرته الفائقة على السيطرة على الكرة داخل
منطقة الجزاء ، وتميز بالمرونة وحسن التصرف وسرعة البديهة فى كثير من
الكرات ويحكى لنا الحارس عن أنه كان يلعب أمامه ثلاثة مدافعين ويسدد عليه
خمسة مهاجمين ورغم ذلك تميز وأجاد فى كثير من هذه الكرات وتعامل معها بكل
تفوق وقد حصل مع الأهلى على عشر بطولات دورى ممتاز وستة بطولات كأس مصر . من أبرز المباريات
التى خاضها هيكل مباراة بنفيكا الشهيرة التى خاضها الأهلى عام 1963 وكان
بنفيكا بطل أوروبا أعوام 1960 ، 1961 ، 1962 وقاهر ريال مدريد ، والذى كان
يضم نجوما ومنهم إيزيبيو (هداف كأس العالم 1966) الذى أشاد به لتألقه
الشديد ومنعه من إحراز الأهداف فلقبه الناقد نجيب المستكاوى (رحمه الله)
بمانع الأهداف . ولعب أيضا أمام
برشلونة ودوكلابراخ وفاز الأهلى 1-0 وكان نجم المباراة ،وأيضا أمام ردستار
اليوغسلافى وفلومينزا البرازيلى و إيرابواتو بطل المكسيك . كما عرض مدير نادى
بنفيكا على سكرتير الأهلى محمود لاشين (رحمه الله) ضم هيكل بمبلغ 50 ألف
دولار مقابل التخلى عنه ، كما تلقى من أندية أخرى مثل جالطة سراى والذى عرض
عليه الحصول على الجنسية التركية ولكن هيكل بكل حب ووفاء فضل البقاء فى
الأهلى ومصر ورفض العروض الكبيرة المغرية بشدة فى ذلك الوقت .
ونال هيكل إعجاب
المدرب الرازيلى فيولا الذى اعتبره أحد أفضل الحراس العالميين
مبديا إستعداده لضمة إلى فريق عالمى لو أراد هو ذلك
مشيدا بقدراته فى الزود عن مرماه من كرات مستحيلة .
لقب هيكل باسم بعبع
الزمالك لعدم قدرة الزمالك على الفوز على الأهلى طوال مشاركات هيكل مع
الأهلى أمام الزمالك . هيكل مع المنتخب
الوطنى تألق هيكل مع منتخب
مصر مثلما تألق مع الأهلى وأحرز مع المنتخب بطولة كأس الأمم الإفريقية
الثانية عام 1959 بعد فوز مصر على السودان ولعب مباراة كبيرة وأوقف هجوم
السودان بقيادة الخطير صديق منزول . ولقب عادل هيكل
بالأخطبوط عندما لعب أمام إيطاليا فى دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1957
بإيطاليا ببسكارة حيث كان إحتياطيا للحارس براسكوس (اليونانى الأصل) وتألق
هيكل بشدة ثم لعب المباراة الثانية أساسيا أمام تركيا بإسطنبول .