2010/05/23 00:15
كتب : انور الوراقى
فلم يعرف الأهلى على مرّ تاريخه الذى تخطى المائة عاماً بالثلاثة لاعباً يتلمظ ويمتعض ويلوى بوزه مثلما حدث مع عميد اللاعبين المصريين (أحمد حسن) بعدما صار عميداً وقبل أن يصير العميد!
ويبدو أن هذه العمادة قد أصبحت لعنة على مَن يحصل عليها، فلم يكن مدرباً يجرؤ على استبدال العميد السابق (حسام حسن) أيام كان لاعباً فى الزمالك أيضاً وكان دائم الدخول فى مشادات مع (كابرال) ثم (فينجادا) لدرجة أنه كان سيعتدى بالضرب على مدربه ذات يوم لأنه تجرأ واستبدله أثناء المباراة!
وأصبح استبدال (أحمد حسن) فى الأهلى مخاطرة كبيرة حيث لابد وأن يبرطم بكلمتين أو يشوط له شنطتين، أو يشوح أو يلوى بوزه أو حتى يدخل فى مشادة مع مدربه، ومين عالم قد يسفخه قلمين فى التغيير القادم!
وظنى ليس إثماً حينما أقول أن التباطؤ المبالغ فيه فى توقيع عقوبة مناسبة على العميد الحالى بسبب تكرار نفس رد الفعل عقب كل تغيير أصبح هو الدافع الأول له للاعتراض بشكل غير لائق على جهازه الفنى، والتماس الأعذار المتكررة له بأنه متحمس أو غيران على الفريق أو بيغير من كتافه لما بشيلوا من عليها "الإسبلايط" بتاع العمادة أثناء التغيير كل هذه دوافع تقوده إلى المزيد من التمرد الغير معتاد فى نادٍ مثل الأهلى بالذات!
ومن حق المدرب استبدال اللاعب لو كان هو أفضل لاعبيه أو أسوأهم، ولو كان هو مَن يأكل النجيلة ويشرب عرقه وعرق زملاءه وراها من فرط إخلاصه وحماسته لنفسه أو لفريقه، وسواء كان قرار المدرب صحيحاً أم خاطئاً فلا ينبغى أن يكون العقاب من اللاعب أبداً ولو على هيئة تشويحة!
وحتى لو كان هذا اللاعب هو كابتن منتخب مصر وأفضل لاعب فى إفريقيا، فهى أشياءً قد تكون مقبولة فى أكثر من نادى فى مصر بل فى كل أندية مصر باستثناء نادى واحد فقط وهو النادى الذى تكررت هذه الحادثة أثناء مبارياته!
وعن نفسى أعتقد أن استبعاد (أحمد حسن) من مباراة الزمالك فى كأس مصر المقرر لها الأربعاء المقبل سيكون العقاب الأكبر والأهم للاعب يجب أن يعرف حدوده جيداً، ويتأكد أنه مهما تألق وعلى به الشأن والمقام وحتى لو كانت على رأسه ريشة فهذه الريشة لابد أن يخلعها وهو يدخل من بوابة النادى الأهلى لأنه "متاكلش" مع الأهلى بالأخص!
ونعلم جميعاً مدى احتياج الفريق الأحمر لخبرة ومجهودات (حسن) خلال مبارياته الهامة وخاصةً ضد الزمالك، ولكننا نعلم أيضاً احتياجنا للالتزام والأخلاق والأدب وخدمة الفريق بدون "قرننة" أو حب للذات، وبدون تهور واندفاع خائبين ملهمش لازمة، وبدون أنانية أيضاً!
ويعلم الأهلاوية أن احترامهم لأنفسهم واحترامهم لناديهم واحترام كافة العناصر الموجودة فى هذا النادى لاسم النادى أولاً والتزامهم بذلك بدون تقديم نفر منهم على اسم الكيان الكبير يحتم توقيع عقاب على كابتن منتخب مصر، والعقاب المثالى فى هذه الحالة هو استبعاده من مباراة الزمالك وليس الخصم المادى لأن الخصم المادى لن يضر لاعباً مثل (أحمد حسن)!
وأهلاً أيضاً بالهزيمة من الزمالك والخروج من كأس مصر لو كان الباشا العميد هو مَن سيجلب الفوز وحده!
إن البحث الدائم عن الأخلاقيات والتحلى بالصفات الحميدة واحترام كل واحد لنفسه ولمدربه ولناديه لابد وأن يوضع أمام أعين الجميع بالذوق وبالعافية، ولابد أن نتذكر أفعالاً أتى بها (إبراهيم حسن) و(حسام حسن) كانت مبرراً قوياً لطردهم من الأهلى ولم يقف النادى أو يغلق أبوابه من بعدهم!
ولم يفشل الأهلى فى الحصول على البطولات واستمراره فى حصدها بعد رفضه لعودة الهارب (عصام الحضرى) رغم مدى احتياجه إليه، ورغم الضغوط التى مورست على الأهلى إدارة وجهاز ولاعبين وجماهير أيضاً من أجل عودة الهارب ولكن فضل النادى احترام نفسه على كل شىء مثلما فعل سابقاً أيضاً مع لاعب مثل (إبراهيم سعيد)!
وغالباً وقد يكون من المناسب أن تكون خاتمة (أحمد حسن) مع الأهلى ـ بدون تعاطف أو مبررات ـ مثل هؤلاء خاصةً وأنها ليست المرَّة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة التى يأتى فيها برد فعل عنيف تجاه استبداله!
ولو أصر العميد على وضع الريشة فوق رأسه فليلعب ضمن أى نادى تحب جماهيره الريش وتقوم بتقدير أبو ريشة على رأسه لأن جماهير الأهلى لا تحب الريش ولا تقدره يا كابتن!