تقرير - وائل منتصر:
سيظل البرتغالي مانويل جوزيه الذي قاد الأهلي المصري إلي منصات التتويج الأفريقية هو الأفضل إلي إن يحين وقت يأتي غيره ويضع اسمه بأحرف من ذهب علي اسطر التاريخ الأفريقي للأندية وهو ما يصعب تحقيقه في الوقت الحالي علي اقل تقدير، فهو بطل دوري أبطال أفريقيا.
جوزيه الذي لقبه البعض بالرحالة البرتغالي الذي جاب مع الأهلي إلي أعالي البحار وأدغال أفريقيا وغاباتها وكأنه قائدا لجيش من المحاربين، ظل يعمل لإنهاء فتوحاته وسط هالة من الاهتمام والتركيز والانضباط وحب العمل .. نال أربعة ألقاب من اصل ستة حصل عليها الأهلي طوال مشواره الأفريقي وخسر نهائي واحد وودع بطولة 2009 قبل أن يرحل.
نال البرتغالي - الذي رحل عن ارض المحروسة العام الماضي – مع الأهلي ما لم ينله احد غيره مع أي فريق سواء محليا أو حتى أفريقيا، فجوزيه هو بالفعل بطل أفريقيا حينما تمكن من قيادة دفة سفينة الأهلي إلي العودة للساحة الأفريقية في رحلة استكشافية بدأها عام 2001.
في هذا العام تسلم القبطان البرتغالي الدفة وأبحر بالسفينة دون أن يكون معه خريطة للقارة السمراء حيث تعد أول مرة يعمل في الشرق الأوسط عامة، ولم يكن هناك من يساعده علي التوجيه أو معاونته علي بناء جدران حصينة تحمي من بداخل السفينة، فالأهلي كان وقتها في طور التكوين والبناء.
ولكنه فعلها وحصد اللقب بعد أن أنجز مهمته بجدارة وزرع الثقة من جديد في نفوس اللاعبين بعد أن كادت تختفي لابتعاد الأحمر عن منصات التتويج لفترة ليست بالقصيرة، بل أن استطاع أن يقصي فرقا لها وزنها ومنها الترجي التونسي الذي تعادل سلبيا في القاهرة وتستعد جماهيره للاحتفال بالتأهل للنهائي في تونس لكنه البرتغالي الذي لا يعرف المستحيل وعاد للقارة ببطاقة التأهل بعد تعادل الفريقين 1-1 ويفوز باللقب علي حساب ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي.
وعاد جوزيه لفرق الأهلي موسم 2004-2005 بعد أن ترك السفينة في محطة ترانزيت، ليحصل علي كل البطولات التي خاضها الأهلي بما فيها دوري الأبطال الأفريقي الذي حصل عليه بعد أن أطاح بأندية كبري منها انيمبا النيجيري المرعب حامل اللقب مرتين متتاليتين والذي نال أول هزيمة له علي أرضه منذ فترة طوية بهدف عماد متعب، والرجاء البيضاوي المغربي والزمالك المصري وأخيرا النجم الساحلي التونسي لتكون بطولة 2005 الثانية له.
وتوالت الانتصارات وسط جو من هستيرية الألقاب والكؤوس سواء المحلية أو القارية، وحصل الأهلي علي اللقب عام 2006 مع جوزيه القائد المغوار الذي ضخ روح الإصرار والقتال داخل عقول اللاعبين وعلمهم كيف تحافظ علي ما تملكه يديك.
فعلي الرغم من البداية غير الجيدة بعد الخسارة من الصفاقسي التونسي في تونس، إلا انه أطاح بجميع من واجهه بعدها بل ورد الدين مرتين للفريق التونسي وفاز عليه في إياب دور المجموعات في القاهرة، ولكنه فوز لا يعني شيء أمام الفوز الصغير (1-0) في حجمه الكبير في ثقله وهو الفوز بالنهائي بهدف ابوتريكة.
وكانت البطولة الرابعة من أصعب البطولات، حيث نال لقبها عام 2008 بعد معاناة وصراع قوي مع فرق تريد إزاحته وعرفت كيف يمكن هزيمته بعد أن خسر اللقب عام 2007 في نهائي درامي علي يد النجم الساحلي التونسي بالقاهرة.
فوقع جوزيه في حيرة بعد أن ألقت به القرعة مع فرق الزمالك المصري واسيك ميموزا الايفواري وديناموز الزيمبابوي، وهي جميعا لها شأنها في القارة السمراء ولكنه لم يعبأ وقام بعمل الساحر وفك طلاسم شباك تلك الفرق وأطاح بها جميعا ليخرج إلي الأدوار النهاية ويجد قوتين جديدتين في انتظاره وهما انيمبا الساعي إلي الثأر والقطن الكاميروني القوة الأفريقية الجديدة ولكن الداهية جوزيه كان قد عرف من أين تؤكل الكتف بل وحقق الفوز باللقب في الكاميرون علي القطن.
يبقي الإشارة إلي أن النادي الأهلي مع جوزيه وقع معه من قبل في دور المجموعات فريقين جزائريين تحت قيادة جوزيه، والمفارقة انه حدث في بطولة 2001 التي نال كأسها الأهلي أن جاء الترتيب النهائي للمجموعة بشباب بلوزداد في المركز الأخير والأهلي حل ثانيا.
ونفس الحال أيضا حدث في بطولة عام 2006 حينما وقع الأهلي في نفس المجموعة مع شبيبة القبائل الذي حل أخيرا أيضا والأهلي ثانيا .. المحصلة النهائية أن الأهلي نال اللقبين في المرتين تحت قيادة برتغالية بطلها مانويل جوزيه.. فهل يكررها حسام البدري؟