by Eng Mady Tue Oct 27, 2009 2:05 am
كابتن الأهلى آداب إنجليزى 2009/10/25 20:01كتب : إسلام أحمدما أجمل أن يتكامل الشىء أو يقترب من الكمال " فالكمال لله وحده " ولكن ما هذا الذى يسطره كابتن الأهلى الذى سعدت الجماهير الحمراء العريضة بارتدائه شارة قيادة الفريق التى أثبت أنه أهلٌ لها وصاحب قدرة فريدة على الاحتفاظ بها ، بل هو قادر على حمل مسئوليتها الكبيرة وحملها الثقيل ، فشارة الأهلى تختلف عن أى شارة أخرى يمكن حملها على إحدى الذراعين ، ولكنها شارة تحمل فى طياتها مسئولية فريقًا يعج بالنجوم وآمال جماهير لا تعرف سوى الانتصارات .
وائل جمعة كامل الحوتي واسم شهرته " وائل جمعة " المولود فى 3 أغسطس 1975 في قرية الشين مركز قطور محافظة الغربية ، والحاصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية ، كابتن الأهلى الجديد الذى ارتدى شارة القيادة فى المباريات الأخيرة للفريق فى غياب من هم أقدم منه فى فريقنا الأهلاوى .
ويا لترتيبات القدر .. فطبقا لتقاليد النادى الأهلى فشارة قيادة الفريق الأحمر لها قواعدها المتعارف عليها داخل النادى الأهلى، وهكذا ناموس الحياة تمر الأيام وتذهب الساعات ويستبعد لاعبون من المباريات وتشاء الأقدار أن تحل الإصابة اللعينة بالبعض الآخر لتذهب الشارة راغمة إلى كابتن الأهلى الجديد صاحب الـ 34 عاما .
ولكن هل كل من ارتدى شارة القيادة هو أهل لها ؟ هل كل من ارتدى شارة على ذراعة هو كفء لحملها ؟ هذا السؤال هو ما أجابت عليه الظروف والاختبارات والمحن التى يتعرض لها كل من حمل هذه الشارة العتيقة الكبيرة حجما ومسئولية .
ارتدى جمعة الشارة .. ولكن فى نظرة سريعة إلى حياة هذا النجم الخلوق نجد أنه لم يثر مشكلة أبدًا طوال فترة وجوده فى القلعة الحمراء منذ انضمامه من ناد غزل المحلة فى عام 2001 ، فهو بحق لاعب يتميز بدماثة الخلق وروعة التعبير والمستوى الثقافى الرائع والمستوى الكروى الممتاز . فيكفينا فخرا أن يكون قائد الأهلى هو ذلك النجم الذى لا يتبرأ من أهله وقريته .. ذلك النجم الذى يستحق فعلا أن يطلق عليه هذا اللقب ، فليس كل من لعب بالأهلى نجما وليس كل من حمل الشارة أهلاً لها .
عندما تستمع إلى جمعة فى أحد حواراته التليفزيونية أو الإذاعية تجد هذا اللاعب يتحدث بلا خجل أو اصطناع ، بلا قيود أو روابط ، بلا غرور أو كبرياء ، فتغمرك قشعريرة الفخر والسعادة بهذا اللاعب الذى تتمنى من كل جوارحك أن يصبح مثالا لكل لاعبى مصر فى الجهد والعطاء والأخلاق والإخلاص و التدين و حتى هدوئه الناضج المتزن .
ولا أنسى ما حييت أن هذا اللاعب الذى حجز مكانا أساسيا فى صفوف المنتخب المصرى والنادى الأهلى طوال وجوده فى القلعة الحمراء ، عندما شعر لحظة أنه لا مكان له فى بيته الأحمر سارع بتقديم طلب مهذب للإعارة إلى فريق السيلية القطرى دون ضجيج أو افتعال .. دون مطالب أو قيود .. دون ترضيات أو شروط ، ولكنها روعة القدر الذى أراد أن يسترد هذا اللاعب حقه فى العودة والتألق مجددا بفضل مجهود كبير وعطاء مخلص فى أى مكان يتواجد به هذا الخلوق .
وليس هناك أفضل من جمعة فى حلم شارة قيادة الفريق الأهلاوى وتحمل مسؤلية اللاعبين وآمال الجماهير الكبيرة ، فتواجده يمنح للفريق صلابة فنية ، وتدينه يعطى للفريق رونقا إيمانيا بديعا ، وثقافته تعطى للفريق بعدا جديدا إضافيا ناضجا .
أنا لا أطالب بمنح جمعة الشارة وهضم حقوق من سبقوه فى الإنضمام إلى فريقنا العملاق ولكن أضع فقط الضوء الناصع على هذا النجم الخلوق الرائع الذى طالما شاهدناه متألقا مخلصا مؤمنا ، ولم نسمع عنه قط الانفلات أو الكبرياء .
شارة كابتن الأهلى مسئولية كبيرة جدًا تحتاج إلى لاعب يتميز بالثبات الإنفعالى والسلوكى ، تحتاج إلى استقرار فنى وخلقى كبير ، تحتاج إلى قائدٍ حقيقيٍ ذى صفات معينة يحملها ليدافع عنها ، فشارة الأهلى ليست مجرد شارة يحملها لاعب على ذراعه ، ولكنها آمال وطموحات واستقرار ، ومهام لأكبر وأروع فريق فى العالم فى نظر عشاقه .