كلمة حق بقلم: عصام عبدالمنعم
مازلنا نعاني أعراض عسر الهضم لنظام الاحتراف وثقافته, ونتحدث عن روابط
عاطفية بين اللاعب والنادي او بين المدرب والنادي او الاتحاد, تسبق في
الأهمية المصالح المادية وتعلو عليها او هي ينبغي أن تعلو عليها.. في
تقديرنا- الي درجة أن نعتبرها قيمة أخلاقية!!
هذه ليست فلسفة من جانبي وإنما توصيف للحالة وشرح لأسباب الصدمة التي نشعر
بها لأننا مازلنا, كما أسلفت, لم نهضم, بل ربما لم نبلع أصلا فكرة
العلاقة الاحترافية بين الأطراف الرياضية وأهمها بالطبع رياضة كرة
القدم, وكيف أننا نعيش هذه الأجواء الرومانسية كجماهير وربما كنقاد
أيضا, في الزمان الخطأ, ما أراه عيبا يتطلب التصحيح, وليس من قبيل
الزهو الكاذب كأن يقول أحدنا: إن عيبه الوحيد هو الصراحة المطلقة,
ويكون هذا التصريح في حد ذاته أبعد ما يكون عن الصدق!!
نعم فالرومانسية والتمسك بالعلاقات التي سادت في زمن الهواية المطلقة أو
حتي نصف الهواية, تكون عيبا حقيقيا, ومنطلقا خاطئا لأي أحكام او مواقف
تتميز علي أساسه!!
ولذلك فإنني تابعت ومازلت باستغراب شديد مراوغة عماد متعب نجم هجوم
المنتخب والأهلي, وتهربه من مفاوضات تجديد عقده مع ناديه ومحاولات
التغطية علي هذه المراوغة, برغم محاولات ادارة الفريق الحصول علي توقيعه
دون جدوي علي مدي شهور طويلة منذ انتهاء اعارته بالسعودية, حيث رفض متعب
تجديد تعاقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي, ولابد أن لديه عروضا
خارجية او اروبية بمبالغ معقولة, ويري أنه حسابيا سوف يخسر اذا تقاسم
مقابل الانتقال للنادي الجديد مع النادي الأهلي, حال توقيعه عقدا جديدا
مع القلعة الحمراء!
المشكلة هنا أن عماد لايكون مخطئا بأي درجة في نظر الواقعيين الذي يفهمون
ويقدرون لغة الاحتراف, بينما يلومه الرومانسيون لتنكره لناديه الذي رباه
وصنع نجوميته!! وشخصيا لايمكن أن ألوم متعب علي هذا الأسلوب العملي في
التفكير, ولا علي ممارسته لحقه في الاختيار او بحثه عما يحقق مصلحته,
فهذه كلها أمور طبيعية,
أما غير الطبيعي حقا فهو نموذج أبو تريكة او مطالبة الآخرين أن يحتذوا به!!