forzaahly.com



Join the forum, it's quick and easy

forzaahly.com

forzaahly.com

Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.
forzaahly.com

موقع عشاق النادى الأهلى

Log in

I forgot my password

Poll

توقع المتأهل لدور الثمانية
الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Bar_left100%الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Bar_right 100% [ 15 ]
الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Bar_left0%الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Bar_right 0% [ 0 ]

Total Votes : 15

Latest topics

» المدير الفني الجديد ؟
by osamahlawy Mon May 21, 2012 4:50 am

» دوري أبطـ(2)ـــال إفريقيا 2012
by FàWéR Sat May 19, 2012 3:51 pm

» رقم 10 وإسكندرية !!
by bibo010 Fri May 18, 2012 8:53 pm

» أهداف الأهلي 5-1 دجلة
by osamahlawy Sun May 13, 2012 7:09 pm

» كرة السلة
by FàWéR Sun May 13, 2012 10:20 am

» مفاوضـ( 7 )ـــات الأهلي
by osamahlawy Thu May 10, 2012 6:54 pm

» دوري أوروبا | 11-12
by osamahlawy Thu May 10, 2012 5:26 am

» Barcelona XIV
by osamahlawy Sun May 06, 2012 10:49 pm

» Alahly Digital
by osamahlawy Sat May 05, 2012 7:59 pm

» المايسترو صالح سليم
by FàWéR Sat May 05, 2012 9:41 am

مشاري بن راشد العفاسي

دعــاء

Status

Top posting users this month

No user

Visitors | since 14/6/2011

الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Labels=0

Join Us


4 posters

    الداعية مصطفى حسنى

    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Sun Feb 07, 2010 5:43 am

    وإياك يا أسامة

    شكرا ياعصام تسلم ايدك الداعية مصطفى حسنى - Page 4 407183
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 10, 2010 5:27 am

    البرنامج كله اساسه الموضوع ده
    ياريت نقدر ننفذه كلنا
    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 410691830
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 10, 2010 5:31 am

    الحلقات السابقة كانت بجانب الموضوع الرئيسى للحلقة بيقول اسم من أسماء الله الحسنى
    ان شاء الله هجيبلكم الأسماء اللى اتكلم عنها
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 10, 2010 5:35 am

    المحسن
    الإحسان هو إيصال البر منك إلى غيرك في جمال وإتقان، وفعل الشيء على أكمل ما يمكن، فالإحسان يكون للغير بفعل الخير، ويكون بإتقان العمل نفسه، والإحسان هو جودة الفعل الزائد على حد العدل، فالعدل هو تساوي كفتي الميزان بأن يتساوى ما هو لك بما هو عليك. فمثال العدل لو أن إنسانا اشترى قميصا من محل دون أن يعطيه كيسا يضع فيه القميص فهذا عدل، فلو أعطاه كيسا فهذا إحسان، ومثال آخر في التفريق بين العدل والإحسان، لو أنني اشتريت شيئا بعشرة وهو في السوق بعشرين، فهذا إحسان من البائع للمشتري، وكذلك لو كان بعشرة في كل المحلات، لكن الذي اشتريته أكثر جودة وإتقان، وكذلك لو كانت السلعة واحدة وسعرها واحد، لكن صاحب هذا المحل يبتسم في وجه من يشتري فهذا إحسان، فالإحسان هو فعل خير زائد لا يستحقه الطرف الآخر تفضل به عليه الطرف الأول.

    ولو نظرنا في علاقة الله بعباده لوجدناها علاقة قائمة على التفضل المحض منه سبحانه، والإحسان المتعدد الصور، بدءا من بروزنا من العدم الذي لا نستحقه، والعدل أن تبقى في العدم لأننا لم نقدم شيئا في العدم نستحق عليه هذا البروز إلى عالم الوجود، ولو توقف الإحسان عند هذا الكلام ما كان عليه سبحانه ملام، ولكنه تفضل فيسر أسباب البقاء، وزاد في العطاء، وكان يمكن أن يقول لك: تفضلت عليك وأوجدتك من العدم فاعمل على استمرار بقائك وابحث عمن يرعاك ويتولى هداك، ولكنه سبحانه هيأ لك والديك يخدمانك في صغرك ويعلمانك في صباك، ولو توقف الإحسان عند هذا الكلام ما كان عليه سبحانه ملام، ولكنه بعد أن صورك في أحسن تقويم هداك إلى الطريق القويم، وجعلك من المسلمين، بل ومن أتباع سيد المرسلين، ولو توقف الإحسان عند هذا الكرم ما كان عليه سبحانه ملام، ولكنه زاد في الإنعام فعلمنا القرآن، ومعاني البيان، ووهبنا عقلا نفهم به الكلام، ولم يجعلنا كالأنعام، ولو فعل ماكان عليه ملام، ثم زادنا في الإنعام ألوانا يقصر عنها الكلام، لو جمعنا لها الأقلام وكتّاب الإعلام لم تفي الأوراق من كثرة الكلام الدال على الإنعام، وأعظم نعمة بعد الوجود هي الخلود في رضا المعبود في جنة ليس لها مثل بشهادة الشهود، وهؤلاء الشهود هم عباد المعبود الذين هم موضع وموضوع الإحسان من الله المحسن، وقد أحسن الله إلى كل شيء، وأعظم شيء أحسن إليه بني الإنسان الذين قال فيهم "ولقد كرمنا بني آدم ..." وقال عنهم واصفا خلقهم " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين:4)
    الإحسان في خَلق الإنسان:
    جعل لك عينين، ولولا العينان لما أدركت البعد الثالث، أنت بعين واحدة ترى بعدين سطحيين، لكنك في العين الثانية ترى البعد الثالث، ترى العمق.
    وجعل لك أذنين، وبأذن واحدة يصل الصوت إليك، لكن بالأذنين تعرف جهة الصوت.
    وفي الشَّعر، جعل لكل شعرة وريدا، وشريانا، وعصبا، وعضلة، وغدة صبغية وغدة دهنية، وليس في الشعر أعصاب حس، من أجل أن تهذب شعرك من دون مستشفى، ولولا أن الشعر خالٍ من أعصاب الحس لاضطر الإنسان إن أراد أن يهذب شعره إلى تخدير شامل في المستشفى .
    الله ( محسن )، من أجل أن تفرق بين 8 ملايين لون، ولو درجت اللون الواحد إلى 800 ألف درجة لكشفت العين السليمة الفرق بين الدرجتين: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ..." (السجدة:7)
    كأس الماء لو رأيت ما فيه من بكتريات لما شربته، جعل للبشر عتبة لا ترى أكثر مما ينبغي أن تراه ، ولا تسمع أكثر مما ينبغي أن تسمعه . "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر:49(
    لذلك كلمة محسن تعني أنه محسن في خَلقه، محسن في التصميم، محسن في الأجهزة، محسن في الحواس، محسن في قوام الإنسان.
    والحسن ضد القبح، وحسن الشيء زينه، يعني.. تصور إنسان بلا جلد منظره لا يحتمل.. تماماً كبيت على الهيكل، أما كسوة البيت، والطلاء، والنوافذ، والأرض، والأثاث. .كل ذلك غير موجود: "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ..."(السجدة:7(
    فشمل إحسانه سبحانه لنا من أصل وجودنا من العدم، إلى دوام هذا الوجود، إلى العناية بنا في فترة هذا الوجود بكل ما يلزمنا بما هو ضروري وتجميلي.

    صوَرٌ من إحسان الله في مخلوقاته:
    • كل الفواكه والخضروات تنضج تباعاً، ولو أن كل الفواكه يبدأ نضجها في وقت معين لكان الأمرُ صعبًا، لكن تبدأ بفاكهة، بعد شهر فاكهة ثانية، آخر شيء العنب في الخريف، قبله التين، قبله الإجاص، قبله الدراق، قبله الكرز، أيضاً الفواكه موزعة في الصيف توزيعا مريحا، على مدى الصيف، كل أسبوعين أو ثلاثة أو شهر ينضج نوع من الفاكهة، هذا من الإحسان، فادخر لنا أرزاقنا بطول أعمارنا ولم يلقها إلينا في وقت واحد، فتضيع علينا أرزاقنا بالفساد أو بالضياع لأننا لا نجد ما نخزنها فيه، فالإحسان أن تبدأ الشيء وتتممه على أحسن ما يمكن.
    • البقرة تعطيك من الحليب ما يفوق ثمن الطعام، لو أنها تعطيك من الحليب أقلّ من ثمن الطعام فلا أحد يقتني بقرة.
    • لو أن الدجاجة تعطي في الشهر بيضة واحدة لكانت مكلفة، وأصبحت غير اقتصادية، كل يوم لها بيضة، وطعام الدجاج لا يساوي الإنتاج الذي ينتجه من البيض، وهذا من الإحسان.
    لو أن هذا الفكر بدأ يجول في خلق الله عز وجل لتعرف على الله، لذلك أرقى عبادة هي التفكر
    "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". ( آل عمران: 190)

    صفة الإحسان تتجلّى في جهاز المناعة المكتسب:
    أنت معك جهاز مناعة عبارة عن جيش بكل معاني الكلمة، فيه خمس فرق: فرقة الاستطلاع، فرقة مهمتها استخبارية فقط، يدخل الجرثوم إلى الجسم فتتجه كريات بيضاء من فرقة الاستخبارات، وتأخذ شفرة الجرثوم ولا تقاتله، تأخذ هذه الشفرة إلى مركز صنع المصول (الأمصال)، إلى مركز معامل الدفاع في العقد الليمفاوية، وتعطي العقد تركيب الجرثوم، وصفاته الكيماوية، هذه المراكز معامل أسلحة تصنع المصل المضاد لهذا الجرثوم، المعامل أو العقد الليمفاوية تشكل معامل للسلاح، والفرقة الاستطلاعية تشكل جهاز المخابرات في الجسم، وهناك فرقة المقاتلين، وهي الفرقة الثالثة، هذه الفرقة تحمل المصل المضاد، وتتجه إلى الجرثوم فتقاتله، وينشب بينهما قتال، وقد ينتصر الجرثوم، وربما لا ينتصر.
    عندنا فرقة رابعة، وهي فرقة الخدمات، هذه الفرقة تنظف أرض المعركة، وتدفن الجثث، وأحياناً يرى الإنسان كتلة بيضاء في جلده، هذه أثر معركة بين الجراثيم وكريات الدم الحمراء، هذا تصميم من؟ الله الذي أحسن كل شيء خلقه...هناك فرقة أخرى خامسة، وهي فرقة تكتشف الخلية السرطانية في وقت مبكر جداً وتلتهمها، وفي الإنسان ملايين الخلايا السرطانية، لكن لكل خلية سرطانية قامع يمنعها أن تكون فعالة، وهناك أشياء تفك هذا القامع، الشدة النفسية، والمواد البترولية، والمواد البلاستيكية، والإشعاع النووي هذه أسباب السرطان، فجهاز مناعة مكتسب جهاز مذهل.
    لك أن تتخيل حالك وأنت وسط هذا الكم من الأعداء الفاتكة بجسمك وهيكلك بدون أن يكون معك ما يحميك منها، فالله سبحانه أحسن إليك بأن أوجدك وحسّن تقويمك، وأمدك بما تحتاج، ثم تمم الإحسان بأن منع عنك ما يؤذيك، ويهدد وجودك وبقاءك، فالإحسان هو عمل له ظاهر، وهو جسم الأنسان وصورته الحسنة، وله باطن وهو إتقان هذه الصفة، وسد الثغرات التي تمنع الاستفادة من هذه الصورة فسبحانه من قائل: "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ..." (السجدة:7)
    الدماغ موضوع في صندوق عظمي، بين الدماغ والصندوق سائل، هذا السائل من أجل امتصاص الصدمات، لو أن طفلا وقع على رأسه هذا الاهتزاز الشديد السائل يوزعه على كامل مساحة الدماغ، يبقى الطفل سليماً.

    أحاسنكم أخلاقاً:
    الله سبحانه هو مصدر الأخلاق، وكل ما نراه من أخلاق في بني الإنسان منشأها الله تعالى، ولنعرض لصورة من الإحسان والأخلاق الربانية التي تربى عليها أبو الأنبياء عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
    قال الله عز وجل: "فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء" (الذاريات: 26)... سيدنا إبراهيم راغ، أي تسلل خفية، لم يستأذن الضيف في إحضار الطعام، لأن الضيف يستحي، لو عرضت على أن تأتيه بالطعام لتعفف، يقول لك: لست جائعا...لذلك من كمال أدب الضيافة ألاّ تستأذن الضيف في إحضار الطعام ﴿ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾. . جاء الطعام سريعاً، وهذا من كمال الدعوة، وجاء بطعام نفيس أي طيب..﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾ ...أحياناً يكون طبق الطعام بعيدا عن الضيف، يستحي أن يتمطى ليصل إليه، يجب أن تقرب له الطعام.

    وقد تعلم الخليل هذا الفعل من مولاه الذي ينزل عليه بالخير من غير أن يشاوره أو يسأله، فقرب إلينا نعمه، فالله خلقنا من غير أن نطلب منه ذلك، ثم ربّانا وأنعم علينا بما يغذينا من غير أن ندعوه.
    الإحسان صفة الواحد الديان، والإنسان ما تعلم الإحسان إلا من الرحمن، فتراه محسن في علاقاته، محسن في مواعيده، محسن في دعواته، محسن في أفراحه، محسن في أحزانه.

    فالزوج محسن لزوجته:
    لأن الله قبل أن يأمره بقوله " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" (النساء19) تعامل مع الزوجين بالإحسان فزوج كل منهما بالآخر على كبر دون أن يربي أحدهما الآخر في الصغر، وكل من الزوجين على مدار حياته قبل الزواج تعود على إحسان الله وإكرامه، فلم يكن غريبا أن يتعامل الزوجان مع بعضهما بالإحسان، ولذا ينبههما الله إلى ذلك فيقول: "...وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ..." (البقرة: 228)

    محسن في تربية أولاده:
    ففي حديث مسلم عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضم أصابعه"، وفي رواية عند الحميدي "فأحسن صحبتهن، وصبر عليهن، واتقى الله فيهن دخل الجنة"
    محسن في عمله، عمله مُتقن:
    ( إن الله يحب من العبد إذا عمل عملا أن يتقنه )
    هناك إحسان في الكلام، إحسان في المعاقبة: اتق الوجه، أردت أن تؤدب ابنك فاتقِ الوجه، لأنه كرامة الإنسان، فالنبي نهى عن ضرب الوجه، هناك ضرب معتدل، ليس القصد إيقاع الألم الشديد، القصد لفت نظره.

    كلمة ( محسن ) واسعة اتساعا يفوق حد الخيال، حتى الاحتفال فيه إحسان، حيث يكون الاحتفال أحيانا في أربع ساعات، وفيه إساءة إلى الله، والوقت ثمين جداً، أما احتفال منظم في ساعة ونصف فهذا إحسان.

    قضية الإحسان تشمل الأفراح والأتراح، وتربية الأولاد، حتى في الثياب إحسان، ثياب نظيفة، ألوانها متناسقة، بسيطة، ما فيها تعقيدات، حتى في مكان عملك فيه نظام، ونظافة، وترتيب بالدكان، هذا أيضاً إحسان.

    هناك إحسان يكون في إدارة الوقت، أحياناً إلغاء الروتين إحسان، تخفيف الأعباء على مواطن إحسان، هذا يشمل الأنظمة التي تنظمها الدولة، أحيانا تجمع حاجات المواطنين في بناء واحد، هذا إحسان.

    كلمة إحسان واسعة بشكل غير معقول، يمكن أن تكون محسناً في كلامك، وفي تصرفك، وفي تربية أولادك، وفي معاملتك لزوجتك، وفي عملك، وفي أفراحك، وفي أتراحك، في كل شيء، ولذلك فالله يحب المحسنين، كما قال في القرآن، لأن الإحسان وصف جامع لكل الأخلاق. إن الله كتب الإحسان على كل شيء، والمؤمن محسن، والمؤمن يشتق هذه الصفة العالية من الله عز وجل : "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا". ( الأعراف: 180 )...أي تقربوا من الله بكمال مشتق من كمالات الله، فالقرب قرب صفات، وكلما تقاربت صفاتك مع صفات مولاك كنت أقرب إليه، فهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول "أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"، الله يحب صفته، فكلما ازددت من أخلاق الله وصفاته زاد حبه لك، ولذلك أحب الخلق إلى الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أحسن الناس أخلاقا، حتى وصفه الله بأنه على خلق عظيم، وعظمة الأخلاق من عظمة الله تعالى لأن الله عظيم، فصفاته عظيمة، فصارت الأخلاق عظيمة.

    والأخلاق لا سقف لنهايتها، فانظر إلى قوله تعالى" ... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران: 134)..ومع أن كظم الغيظ خلق حسن، وهو كف نفسك عن حقك، ومع أن العفو عن الناس هو عدم ذكر الخطأ بمحوه لئلا يؤذي المخطئ، ومع أن هذه أخلاق عاليه جدّا، إلا أن الله دعانا إلى التزود من أخلاقه فقال أحسنوا لمن أساء إليكم تماما كما يفعل الله معنا عندما نخطأ فيسامح ويعفوا، بل ويبدل الإساءة إلى حسنات، هذه أخلاق تفوق التوقعات.

    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 10, 2010 5:37 am

    اللطيف
    قال الله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "(الذاريات: 56)، وفي التفسير عن ابن عباس في معنى قوله "إلا ليعبدون" أي إلا ليعرفون، وكان يمكن أن يعرفنا الله كما تعرَف للجبل عندما تجلى له فجعله دكا، لكن الله اللطيف لم يظهر لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لئلا يُمحق وتُزهق روحه من رؤية الله تعالى كما دمر الجبل، بل تعرَف إليه بالجبل، ففهم سيدنا موسى أن الجماد يحس بالله ويعرفه، وقد ذكر هذا ربنا في قرآننا فقال عن الحجارة "...وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ ..." (البقرة: 74) أي من معرفته، فإن الخشية نتيجة مترتبة على المعرفة فتعرف الله على الجبال بسقوط حجارتها ودكها.

    أما الإنسان فتلطف معه مولاه بأن جعل المخلوقات موطنا لتعرفات الله لنبي الإنسان لطفا منه بنا ولنا، فأول شيء لطف الله فيه بنا، خفاءه عن أعيننا مع ظهوره، فهو الظاهر الباطن، فلا تراه، وإن رأيته ما عصيته، وما نمت وما تمددت وما غمض لك جفن، ولو رأيته وظهر لك لما التفت عنه لحظة، لو ظهر لك ما أكلت وما دخلت الحمام، وما جامعت زوجك، وما تكلمت مع صديقك، وكيف تفعل هذا وأنت تراه، وأنت في حضرته مشغول برؤياه، هذا هو معنى اللطف: أن يكون الله معنا أينما يكون في خفاء، ودون أن يترتب على معيته هذه عناء..

    تخيل أن صاحبا لك يقوم على مصالحك وشؤون حياتك، لكنه لا يفارقك في يقظة أو منام، في عمل أو راحة، عند دخولك الحمام أو خلوك بزوجتك، وهكذا عدد من هذه الصور ما شئت.

    لقد أصبح ظهور هذا المساعد لك في حياتك ثقيلا مع أنه يخدمك في كل ما تريد وتحتاج، لكنه يدخل معي الحمام عند قضاء حاجتي، وعند نومي وراحتي،.. لقد ضقت به ذرعا، وستقول له :إليك عني..كف عن ملاحقتي، سيقول لك: أنا لا ألاحقك، ولكني أساعدك، ستقول له: أنا أستحي أن أتعرى أمامك أو أنام، سيسألك: ماذا أفعل؟ لكن الله القدير اللطيف بعباده، يعطيهم كل ما سبق وغيره بدون إزعاج أو تقييد لخصوصياتهم أو راحتهم، يقدم لهم احتياجاتهم في لطف ورقي، لا يضطرهم إلى الخجل منه، أو الاختفاء عنه.. حقا "الله لطيف بعباده"، ولأنه يعلم حاجتنا وطبائعنا، تعامل معنا بصفاته التي تلائمنا، إنه اللطيف القائل " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" فالله لطيف بصفاته، يكون معنا وكأنه ليس معنا، لأنه يعلم طبيعة خلقنا، وأننا نستحي ونضّجر من انتهاك الخصوصية، وكذلك هو لطيف في تعليمنا وتعريفنا عليه، فلا يواجهنا ولا يحرجنا، بل يرسل رسله ويبعث لنا كتبه، تماما كما نفعل نحن مع من نستحي من مواجهته، نرسل له صديقا أو رسالة sms أو نكلمه بالتليفون، ولو طلب لقاءنا مواجهة لامتنعنا لحياءنا من الموقف، وهذا ما فعله الله معنا، لطيف في ظهوره لنا، ظهر لنا بأفعال صفاته في مخلوقاته لنتعرف عليه، فعندما أراد أن يقول لك أنا جميل خلق لك الزهرة والوردة وبدائع الألوان التي تكسوها، أرأيت الورد لا يؤكل وإنما يرى أو يشم، أراد أن يقول لك أنا جميل، ثم هو سبحانه لطيف عندما يرزقك بنعمة الماء، ولطفه هنا متعلق بإخفاء مكونات الماء عن ناظرك بالعين المجردة، ولو أظهر ما يحتوي عليه كوب الماء من العوالق والشوائب التي لا تُرى بالعين المجردة، لما شربت منه شربة واحدة، كيف تشربه وكل هذه المكونات فيه، أرأيت اللطيف، حجبك عن رؤية دقائق في الماء ليصلح لك شرب الماء، وكذلك الله اللطيف، حجبنا عن رؤيته لطفا منه ليستمر بقاءنا الزمن الذي أراده لبقاءنا، ولو رأيناه لدكت أجسادنا دكا، لذلك الله لطيف خفي، فهو سبحانه لطيف في ذاته من أن يدركها أو يراها أحد، ولطيف في غيره بأن أخفى عنهم ما ينغص عليهم حياتهم، وهو سبحانه مع لطفه مع عموم خلقه عندما يخفى عليهم كثيرا مما يحول بينهم وبين شرب الماء، تجده سبحانه يهيئ من بيننا من يطلعهم في معامل الاختبار على خفايا الأمور في الماء، ومع ذلك يعطيهم القدرة على شربه دون أنفة منه، ومثل هذا لو أن أحدنا رأى الدم وقطع لحم الإنسان ونشر عظامه فإن الإنسان لو رأى هذا لم يستلذ بماء ولا طعام من بشاعة منظر ما رأى، لكن الله هيأ بعض خلقه بلطفه الخفي من الأطباء الجراحين الذين يرون يوميا مع مرضاهم الدماء، وهيأهم لهذه المهنة، فتراهم يأكلون ويشربون دون أن يتقززوا أو يتأففوا، فاللطيف هو الذي خفى تدبيره في خلقه، واللطيف هو الخفي الذي لا يُرى، واللطيف هو الذي يوصل إليك دون أن يمن عليك أو يحرجك.

    كل يوم يوصل إليك رزقك من مأكل أو مشرب وملبس ومسكن وصحة دون أن يذكرك بنفسه قائلا لك، أنا الذي فعلت ذلك، هذا لطف منه سبحانه لأنه اللطيف، واللطيف أيضا هو العالم بدقائق الأمور وخفاياها، فهو يعلم الأسرار للطفه وخفائه عن الأعين، وهو أيضا يعلم غوامض وبواطن وخلفيات الأشياء وحقائقها ومكوناتها، هذا من معاني اللطيف، فهو عالم بالبواطن لأنه يعلم السر وأخفى، ومع ذلك هو لطيف بعباده محسن إليهم، ومهيئ لمصالحهم من حيث لا يحتسبون.

    فاليوم حر شديد مثلا، فربنا عز وجل يهيّء لأهل هذه البلدة إنضاج فاكهتهم، وهم لا يعرفون، وبعد شهر ترى هذه الفاكهة معروضة في الأسواق بوضع جيد وجميل وطعم طيب ولذيذ، فمن أنضج هذه الفاكهة طَوَال هذه المدة ؟ الله عز وجل، إنه لطيف بعباده، فساعة حر، وساعة برد، وساعة ماء غزير، وساعة ماء قليل، وأنت لا تدري فاللطيف بعباده هو البَرُّ بهم والذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون، ويهيّء مصالحهم من حيث لا يحتسبون، ومن قول الله عز وجل : " اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ " (الشورى: 19)

    واللطيف سبحانه لما كان عالما ببواطن الأمور ودقائق الأشياء، وحقائق الكائنات، رتب لها ترتيبا عجيبا بنقلها من حال إلى حال، يتناسب معها في أطوارها ونموها:
    الطفل الصغير يجب أن يُغيّر أسنانه، لأنه لو نبتت له أسنان نهائية ثابتة وفمه صغير جداً، فمنظره بشع، فأسنانه كبيرة والفم صغير، ولو نبتت له الأسنان وهو يلتقم ثدي أمه فيمكن أن يؤذيها أذى مؤلماً لا تحتمله، فهذا الطفل يكون في السنة الأولى بدون أسنان ثم أسنان لبنية، ومن بعد، ربنا عز وجل يُبدّل لهذا الطفل أسنانه، فالله لطيف، ولا يوجد طبيب في الأرض يستطيع أن ينزع سناً لطفل من دون أن يبكي، حتى أن حقنة المخدر مؤلمة جداً، فيبكي منها و لكن ربنا عز وجل يذيب هذا السن شيئاً فشيئاً ثم يأكله الطفل مع اللقمة ولا يشعر بشيء، فمعنى لطيف كما قال الإمام الغزالي : " هو من يعلم حقائق المصالح وغوامضها ثم يسلك في إيصالها إلى مستحقها سبيل الرفق دون العنف".

    وأحياناً قد يُكرِهُك الله على شيء ما، ليس فجأةً بل بالتدريج خلال خمس سنوات مثلاً، وتأتيك منه بعض المتاعب، أزاح منك بالمائة خمساً من محبته وبعد أسبوعين تأتي متاعب جديدة فيزاح بالمائة عشر، و بعد أسبوعين متاعب جديدة بالمائة خمس عشرة وبعد شهرين أو ثلاثة تقول زهقت روحي ولم أعد أطيق ذلك، فهناك شيء غير صحيح قد تعلقت به، فربنا عز وجل نزعه منك شيئاً فشيئاً بلطف.

    على هذا النحو تم تحريم الخمرة؛ إذ كان العرب متعلقين بها تعلقاً شديداً، فلو أمرهم أن يتركوا الخمرة بآية واحدة فربما ارتدَّ بعضهم، أو نصفهم عن الإسلام، لكن الله لطيف، قال: "وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (النحل: 67)

    فقط .. ألطف إشارة إلى أن الخمر هي رزق ولكنه ليس حسناً، فقال: تتخذون منه سَكَراً، مادة مُسكِرة، ورِزقاً حسناً: تظنون أنه حسن وهو مسكر فليس بحَسَن، هذه أول إشارة. وبعد ذلك قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ ..."(النساء: 43)

    يعني إن شربْتَ فلا عليك ولكن دعه عند الصلاة، وبعد ذلك قال: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة: 219)"

    المنافع للذين يتاجرون بها ويعيشون على دخلها، ثم يقول الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (المائدة: 90)

    مثلاً: إن الوالد إذا ارتكب ابنه مخالفة للشرع أو للأخلاق، فيمكن أن يعاقبه بعنفٍ وقسوة، ولكن الأجدى أن يتابعه ويراقبه ويشجعه ويكافئه ويعاقبه ويعرض عنه ويراوح في كل ذلك، وبعد شهرين أو ثلاثة يستقيم طواعية وقناعة، فأنت نقلته من حال التلّبُس بهذه المخالفة إلى حال التوبة منها بطريقة لطيفة من دون أن تُحطِمُهُ، أو تجرحه، أو تَسحَقَهُ، أو ترضَّه رضاً ودون ألم وعنف، والمربي المؤمن لطيف، ينقل من يعالجه ويربيه من درجة إلى درجة بالرفق واللطف.

    دخل رجل إلى المسجد فأحدث جلبة وضجيجاً وَشَوّشَ على المصلين يريد أن يلحق مع الرسول ركعة، فلما انتهى قال عليه الصلاة والسلام لهذا الذي أحدث جلبة وضجيجاً، زادك الله حِرصاً ولا تعد ! لقد ترفق به، ولذلك فإن الله رفيق يحب كل رفيق.

    وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وعلموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف.

    الله لطيف بأوامره، لطيف بخلقه، فلو كانت هذه التفاحة تحتاج إلى منشار ومجموعة أدوات عند النجار لَشَق الأمر على الناس جميعاً، فأنت بسكين تأكلها، ولو كانت البيضة تحتاج إلى مفتاح ولم تجد المفتاح لقست الحياة وأتعبت أهلها، لنك على طرف الصحن تكسرها.

    دخل أحدهم على ملك وقال له سأعِظُكَ بِغِلْظَة، قال له ولِمَ الغِلْظَة يا أخي لقد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني أرسل موسى وهارون إلى فرعون فقال لهما فقولا له قولاً ليناً.

    الإنسان لطيف في بيته:
    فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم رفيق لطيف بأهله، وعند البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: في قولِ أَصحاب الإفْكِ ولا أشْعُرُ، وهو يريبُني في وجَعي: أَنِّي لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الذي كنت أرى منه حين أشتكي.

    فكان النبي عليه الصلاة والسلام رقيق بالسيدة عائشة لطيف.
    (( خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي. )) [رواه البزار ]

    كانت تسأله كيف حبك لي؟ يقول لها كعقدة الحبل، عقدة لا تفك فأصبحت هذه الكلمة العقدة مصطلحاً بينها وبينه، تسأله من حين لآخر كيف العقدة؟ يقول على حالها. يعني ماذا يمنع أن تكون مع أهلك لطيفاً؟ ماذا يمنع أن تكون مع أهلك رفيقاً رحيماً ودوداً مبتسماً؟ السلام عليكم، الزوج اللطيف المؤنس، كان إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً، كان يقول: (( أكرموا النساء، فو الله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم، ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً )). [ ورد في الأثر ].

    مرة السيدة عائشة حدثته عن قصة طويلة، عن قصة أبي زرع وأم زرع، أشادت بأبي زرع لشجاعته، لكرمه، لبطولته، لرجولته، لكنها تأسفت في نهاية القصة فقالت غير أنه طلقها طلق أم زرع فكان تعقيب النبي عليه الصلاة والسلام أنا لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك. طمأنها، من أقواله صلى الله عليه وسلم: (( الحمد لله الذي رزقني حب عائشة)) [ ورد في الأثر ]يحمد الله على أن رزقه حب عائشة.
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 10, 2010 5:40 am

    الهادى
    ربنا خلقك لِيُسعِدَكَ إلى الأبد، فلا سعادة تنقطع عند الموت، وما الحياة الدنيا إلا إعداد لهذه الحياة الأبدية، فالله يقول " وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " والصراط هو طريق الهادي إلى الهادي

    ما معنى الهِداية؟
    أي الإمالة، هداه أي أماله، أي وجهه نحو الحق، وتُسمى الهديةُ هديةً لأن من شأنها أن تُميل قلب المَهْدي إليه.

    يقول الإمام الجنيد قال: " اهدنا الصراط المستقيم ؛ يعني يا رب مِلْ بقلوبنا إليك، وأقم هِمَمنا بين يديك، واجعل دليلنا منك عليك "، فالله هداك أي جاء بك إلى طريقه بوسائل وأسباب منها حواسك كالشم تميز به الروائح، فلا يضرك الغاز الضار، وهداك بحاسة السمع لتعرف أن هذا الصوت إنذار، وهذا صوت مطرب من فرير ماء الأنهار، أعطاك الله حاسة الإبصار لتهتدي بها في طريق سيرك، واعطاك عقلا يعرف كل ما سبق ليدلك ويهديك به إليه، أعطاك ملكة الاستدلال والتفكير لتهتدي إلى طريق ينفعك.

    مثلا
    هدى النملة إلى تغيير طريقها إذا وجدت حاجزا أمامها لتغير طريقها، وهدى سمك السلمون من سواحل الأطلسي إلى مصبات الأنهار في أمريكا ثم يعود السمك المولود الجديد إلى سواحل فرنسا جهة المشرق، وإذا كبر عاد إلى مكان ولادته عند سواحل أمريكا، فالله هو الذي هدى كل الخلائق إلى أسباب تحصيل منافعه.

    الله سبحانه هو الهادي، يعني هدانا بخلق الكون، وهدانا بالقرآن وهدانا بأفعاله وهدانا بالفِطرة، وهدانا بالإلهام، وهدانا بالرؤيا، وهدانا عن طريق الأشخاص، وهدانا عن طريق الانشراح والانقباض والتيسير والتعسير، ثمَّ هدانا عن طريق التسيير المباشر .. أي أنه هدانا سبحانه إلى كل الوسائل الموصلة إليه، لتميل قلوبنا إليه عن طريق هذه الوسائل، والله ما هدانا إليه إلا ليعرفنا عليه، وهذه كله يعني أنَّ الله هو الهادي قال تعالى:

    سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ (5) (الأعلى: 1-5)


    أولا الهداية عن طريق الكون:
    فالله سبحانه هدى الإنسان إليه عن طريق خلق الكون، فإذا أردت أن تفكر في الكون وصلتَ إلى الله إنه صنعته، منه تصل إلى الصانع. إنه خلقه، منه تصل إلى الخالق، إنه كونه، منه تصل إلى المكوّن. إنه تنظيمه، منه تصل إلى المُنظِّم. به ترى العِلم، به ترى الحِكمة، به ترى القُدرة، به ترى اللُطف، به ترى الرحمة ،كل ما في الكون يدلُّ على الله عزَّ وجل.

    وإذا نظرت إلى وردة رأيت تجلي الله سبحانه وتعالى عليها باسم الجميل، فإذا رأيت البحر هائجاً، رأيت تجلّى الله عز وجل على البحر باسم الجبّار.. تارةً ترى اسم الجبّار، تارةً ترى اسم القهّار، تارةً ترى اسم المُنتقم، تارةً ترى اسم العليم، تارةً ترى اسم الحكيم، تارةً ترى اسم العليّ الكبير ... فكُلُّ مظهر في الكون ؛ يدلُ على اسمٍ من أسمائِه؛ أو على كل أسمائه.

    قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (يونس: 101)


    ثانيا: الهداية عن طريق القرآن:
    الله سبحانه هو الهادي، فالله هداك بكلامه إليه، القرآن باب الله عزَّ وجل إليه، وكذلك الكون باب إلى الله ؛ لكن (الكون) لغة عالمية، يعني يراه ويقرؤه ويفهمه المُسلم وغير المُسلم، العربي وغير العربي، إفريقي، صيني، أمريكي، أوروبي، من أي مكان، الشمس ساطعة، النجوم زاهرة، الكواكب متألّقة، الماء عذب زلال، من جعله عذباً زلالاً بعد أن كان مِلحاً أجاجاً؟ الكون يقرؤه كل إنسان، لكن القرآن يقرأه العربي.

    القرآن هو كلام الهادي إليك لتهتدي به إلى أسرار صنعته وخلقه، فما كل شيء تهتدي إليه وتصل إليه وتعرفه بالتجربة

    مثلا
    لو اشتريت آلة ولم تقرأ تعليمات التشغيل من صانعها، فإنك ستجرب بعض الأزرار حتى تصل إلى بعض الأسرار التي تكمن في الأزرار، فتعرف أن هذا يوصل التيار، وهذا يرفع الصوت، وهذا يحرك الآلة، لكنك قد لا تصل إلى كل أسرار الصانع في الأزرار، وبمجرد أن تقرأ الكاتلوج منشرة التعليمات ينفتح لك المغلق، فكذلك القرآن بوابة معرفة الأسرار في الأزرار

    ثالثا: الهداية بأفعال الله:
    تعال إلى الله تعالى، أفعال الله وحدها تُعلِّمُكَ، لكنَّ الإنسان حينما يفهم عن ربه ما يأمر وما ينهى، يدرك حكمة الله في أفعاله.
    مثال:
    إذا أمرضك فافهم أنه يريد أن يخبرك بمدى حبه لك وعنايته بك، بدليل أنه جعلك صحيحا إلى أن أمرضك، ويريد أن يقول لك أنا الذي أمرضك وأشفيك، يريد أن يقول لك أنا وحدي الذي أفعل بك الشيء وضده، لأهدي عقلك إليّ، لأنك لم تعرفني ولم تهتدي إليّ حال صحتك فأخذتها لأنها لم تنفعك في التعرف عليّ، وأعطيتك ما هو أنفع لك من صحتك، وهو مرضك لأنه يهديك إليّ، وأنت إن لم تعرفني لم تهتدي إليّ، فأنا أبلوكم بالشر والخير فتنة.

    رابعا: الهداية بالفطرة:
    لقد صممك الله تصميماً دقيقاً، مثال ذلك في بعض المحلات التجارية، تجد على البضاعة قسيمة بالسعر، ويوجد مادة على لصاقة السعر، إذا أخرجت هذه البضاعة دون أن تؤدي ثمنها وأنت خارج تحت قوس معين يصدر صوت عالٍ، كأنه يقول هذا سارق خذوه ؛ هذه البضاعة مُصممة تصميماً بحيث أنك إذا أخذتها من دون أداء ثمنها تصيحُ بك .. هذا من صنعة الإنسان، فالله سبحانه وتعالى صَمَمَ لكَ نفساً إذا أسأت تشعُر بالضيق، وتصدر بداخلك صوتا يصيح، تُسميه وخز ضمير، تُسميه كآبة، فأنتَ حينما أسأت خرجت عن قانون فِطرتِكَ، هكذا علّمَكَ بالفِطرة، علّمَكَ بخلقه وعلّمَكَ بكلامه، وعلّمَكَ بأفعاله، والآن علّمَكَ بالفطرة والدليل:

    وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (Cool (الشمس: 7-Cool

    يعني ؛ إذا فَجَرَتْ، تعرف أنها فَجَرَتْ، وإذا اتقت، ارتاحت وبعد، فإن القارئ الكريم وأنا لا أُبالغ يُحس براحة نفسية لا تُقدر بثمن لأنه مطيعٌ لله فكيف يعرف ذلك؟ يعرفه بجهاز دقيق مركب بداخله اسمه الفطرة، جهاز حساس جدا، يعطيه مؤشر السعادة بعد الطاعة، ومؤشر إحساس بالكآبة بعد المعصية.

    فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) (الروم: 30)

    إن الله ركب فيهم ميزان يزن لهم قوة وضعف علاقتهم به سبحانه.إقامة وجهك للدين حنيفاً؛ هو نفسه فِطرة الله التي فَطَرَ الناس عليها، فلا ترتاح إلاّ إذا عَرَفتَ الله، لأنَكَ إذا عرفته أويت إلى رُكنٍ وثيق.

    خامسا: الهداية بالإلهام:
    الله عز وجل له أساليب كثيرة في الهُدى، بل أحياناً يَهديك بالإلهام قال تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ... (القصص: 7)

    هذا وحي إلهام، يقول لك: اللهُ ألهمني أن أسافر، الله ألهمني ألاّ أشتري هذه الصفقة، الله ألهمني ألاّ أشارك فلاناً، الله ألهمني ألاّ أشتري هذا البيت، ما عندي دليل، بل هو إلهام. أحياناً يُلهمك أن تزور مثلاً هذا المسجد، أنا أتكلّم عن سابق تجربة، إذ ليس من أخٍ اهتدى إلى الله عزّ وجل عن طريق هذه الدروس إلاّ وكنت أسأله سؤالاً صغيراً، أقول له كيف اهتديت إلى هذا الجامع؟ فأسمع قصصاً عجيبةً، مثلاً دخل شخص ليصلي المغرب مصادفة فرأى جمعاً فجلس، فكان هذا أول درس يحضره وما ترك بعده درساً، هناك إنسان اهتدى عن طريق صديق، عن طريق قريب، عن طريق صاحب عن طريق موعد أحياناً، هذا إلهام.

    إلهامه لك هو وسيلة من وسائله سبحانه التي لا تنتهي، التي يعرفك بها على نفسه، يريد أن يقول لك أنا أذكّرك وأسددك، وإذا فقدت الدليل على الطريق فأنا ألهمك، فأنا خالق الطريق وخالق علامات الطريق إليّ، وخالق إلهامك الموصل لك إليّ.

    سادسا:الهداية بالرؤيا الصالحة:
    هناك أشخاص إذا رأوا رؤيا صالحة واضحة، هذه الرؤيا تحمِلُهم على طاعة الله عز وجل، وهذا شيء مؤيِّد، لأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول " الرؤيا الصالحة جزءٌ من سِت وأربعين جزءاً من النبوة "، أي أنّ الله عز وجل إذا أراد أن يُعلِمَكَ شيئاً ما بطريق مباشر، بلا اِستنباط ولا تأمّل ولا إدراك، ولا من طريق الأفعال.

    أحياناً يُريد الله عز وجل أن يُعلِمَكَ إعلاماً، مباشراً، سريعاً، حازماً، واضحاً، فقد ترى نفسك تسير في طريق الهاوية، كأن الله يُحذِّرَكَ، يعني أحياناً تتساءل عن سؤال كبير، الله عزَّ وجل يُجيبك عن هذا السؤال في الرؤيا.

    ما هذا الحب العجيب، ما هذه العناية والمحبة للهداية بكل الوسائل والطرق الربانية ليصل كل إنسان بوسيلة منها إليه؟!

    سابعا:الهداية عن طريق الأشخاص:
    أحياناً يَهديك عن طريق خلقه، لا عن طريق مُخلوقاته، عن طريق الأشخاص فمثلاً، يجمعك مع شخص يحكي لك موضوعاً، فحينما ألتقي مثلاً بإنسانٍ ويتكلّم هذا الإنسان، أشعر بطريقة أو بأخرى وأتساءل من الذي جمعني بهذا الإنسان؟ هو الله، من الذي ألهمه؟ هو الله، من الذي أنطَقَهُ؟ هو الله، يعني حينما تكون في طريق غير صحيح، ويأتي إنسان يُبيّن لكَ الصواب، فإني اعتقد اعتقاداً صحيحاً أنَّ هذا الإنسان قد ساقَهُ الله إليك لِيُبلِّغَكَ ولِيُعّرِفَكَ، هذا أيضاً هُدى عن طريق الخلق .. بحق من ذاق حب الله له أفاق، وعلم أن مولاه ما أرسل رسله وأنبياءه إلا ليهدونا طريقه، هذه هي الحقيقة أرسل عظما وخلقه ليدلونا على عظم الأرض والسماء.
    ويحكي أحد الأشخاص كان في بستان، فرأى قنفذاً يأكل أفعى، أكل قطعة منها ثم تركها وذهب إلى نبات وأكل منه ورقة، ثم عاد، وأكل قطعة ثانية ثم ذهب إلى هذا النبات وأكل ورقة ثانية، فهذا البستاني أمسك النبات وقلعه، وأكل القنفذ قطعة ثالثة ثم ذهب للنبات فلم يجده فمات القنفذ من هداه إلى أن هذا النبات يتناسب مع هذا الطعام؟ الله عزَّ وجل، وكذلك الله هدى النحل فقال:

    وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)(النحل:68)

    ولعله صار واضحاً أنه بتقوى الله تتحقق كل مفاهيم الهداية ومقوماتها للإنسان فيهتدي إلى ربه وليسعد إلى الأبد
    والحمد لله رب العالمين
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 10, 2010 5:42 am

    الغفور
    "الغفور" معنى غفور يدل على الكثرة والقوة في الكم والنوع في الفعل، فهذا الاسم على صيغة المبالغة في ستر الله ذنوبنا بعدم فضيحتنا أمام خلقه في الدنيا والآخرة، هذا المعنى الأول في الغفور ..هو ستر الذنب عن صاحب الذنب بنسيانه، لأن الإنسان لا يقوى على إعمال هذه الحياة مع إحساسه بالجريمة، فكيف إذا كثرت جرائمه وتذكرها واحدة بعد الأخرى، لا شك أنه سينهار وتتوقف حياته، وكم رأينا أناسا انتحروا أو فقدوا لذة الحياة لمجرد تذكرهم لشيء ارتكبوه في حق إنسان، إذا تذكره يجدد الأحزان ويفسد حلاوة الأيام، فكان من رحمة الله الرحمن ببني الإنسان أن كتب عليهم النسيان، وذلك بستر الذاكرة بحجاب النسيان وتغطية الأحداث باحداث بعدها، فيستر الجديد القديم فينساها الإنسان، فهذا من معاني الغفور.

    فالمغفرة: أن يستر الله عنه هذا الذنب، وكل شيء سترته فقد غفرته، والمغفر غطاء الرأس، والمغفرة التغطية على الذنوب والعفو عنها، وغفر الله ذنوبه أي سترها: (( يُدنى المؤمن من ربه حتى يضَع عليه كنَفَه - أي ستره – فيقرِّرُه بذنوبه: تَعْرِفُ ذَنّبَ كذا وكذا؟ فيقول: أعرف ربِّ، أعرفُ - مرتين - فيقول سَتَرْتُها عليك في الدنيا، وأغْفِرُها لك اليومَ، ثم تُطوى صحيفةُ حسناته، وأما الآخرون - أو الكفار أو المنافقون - فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كَذَبوا على ربهم، ألا لعنةُ الله على الظَّالمين )) .[ البخاري عن ابن عمر]

    إن اسم "الغفور" من أقرب الأسماء الحسنى إلى المؤمن، لأن المؤمن مذنب تواب، والله عز وجل غفور.

    الآن الله عز وجل غفور، ما المعنى الدقيق لهذه الكلمة؟ "الغفور" هو الذي يستر العيوب ويستر الذنوب، مهما بلغ الذنب (مليار أو أكثر)، مهما بلغ الذنب من الكبر (كعظم السماوات أو أكبر)، ومهما تكرر من العبد وأراد الرجوع إلى الرب، فإن باب المغفرة مفتوح في كل وقت، لأن الغفور هو الذي يقبل ستر الذنب والمسامحة فيه مرة بعد مرة بلا نهاية لأن الله بلا نهاية، أما ذنوبنا مهما عظمت أو كبرت فلها نهاية.. الله غفور يعني: ياعبدي اطمئن من جهتي، فانا ليس من اخلاقي أن أفضحك إذا تكرر منك الخطأ مليار مرة لأني غفور، أنا أخاف عليك واحبك وأحب إظهار الجميل فيك أمام أقرانك وأصحابك واهلك، أنا لا أحصي ذنوبك لأفضحك بها في آخر الأمر، بل أحصيها عليك لأجعلها دليلا على مقدار حبي لك، فهل رأيت ياعبدي صاحبا تحمَل من صاحبه هذه الأخطاء كلها ثم يسامحه فيها في نهاية الأمر، فأنا لأني خلقتك وأعلم أنك بطبعك كثير الخطأ كنت لك أنا لك أيضا كثير الستر لخطئك ولا احب فضيحتك ولا أحب من يفضحك، بل إذا رأيت من يتتبع أخطاءك فأنا أتتبع أخطاءه وأفضحه لأنك عبدي وسأدافع عنك إن تعرض لك احد بسوء، فيامعشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من تتبع أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه في عقر بيته، فاللهم استر علينا ياغفور ومن علينا بالتوبة، فقد عظم حيائنا من رب غفور كثير الستر، عظيم الحلم على كبير الجرم.

    الله غفور لمن أقبل، غفور لمن تاب، غفور لمن رجع، غفور لمن أناب، غفور لمن أصلح، غفور لمن استغفر، أما أن يقيم الإنسان على معصية وينوي أن يبقى عليها ويقول الله غفور رحيم هذا من السذاجة والجهل وعدم الفهم: قال تعالى " نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {49} وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ" (الحجر: 50).

    أي إما أن تأتيه طائعا وإما أن يدفعك إلى أن تأتيه، ربنا عز وجل قال في بعض الآيات أن الله تاب عليهم ليتوبوا ويوجد آيات تابوا فتاب الله عليهم، ما معنى توبة الرب إذا سبقت توبة العبد؟ وما معنى توبة الرب إذا تأخرت عن توبة العبد؟

    قال بعض العلماء: إذا سبقت توبة الرب توبة العبد، أي أن الله عز وجل ساق له من الشدائد والمحن والمصائب ما دفعه إلى التوبة فما أكثر التائبين على أثر مصيبة نزلت بهم، الله عز وجل تاب على العبد قبل أن يتوب أي ساق إليه الشدائد والمحن والبلايا بحيث يحمله على التوبة.

    بعض العلماء قال:
    " النبي عليه الصلاة والسلام قال حينما توجه إلى ربه قال: يامن أظهر الجميل وستر القبيح ".

    دققوا في هذا الدعاء: يامن أظهر الجميل، وستر القبيح، أي قبيح هذا؟ خواطرك تأتيك خواطر لا يعلمها إلا الله خاطر قبيح جدا خاطر معصية، قد يأتي في بالك خاطر لا يرضي الله عز وجل، لكن ألا ترى أن الله سبحانه وتعالى جميل الستر، يغفرها لك: أي يسترها عن ان يعرفها الخلق، كل خواطرك محجوبة عن الخلق، لك أن تفكر بما تشاء ولك أن يخطر على بالك ما تريد وأنت عند الناس في أعلى مكانة، لذلك قال بعض الشعراء:

    والله لو علموا قبيح سريرتي
    لأبى السلام علي من يلقاني
    ولأعرضوا عني وملوا صحبتي

    شريكان إذا اطلع الأول على مايدور في خلد الثاني لفك معه الشركة، لو اطلع الزوج على ما يدور في بال زوجته لطلقها، لو اطلعت الزوجة على مافي ذهن زوجها لتركته، لو اطلع الأب على مايدور في بال ابنه عند تفكيره يموت أبيه لكرهه أعطني يدك لتقبيلها وفي باله خاطر آخر، لو اطلع الأب على ما يجول في خاطر ابنه لأبعده عنه . فالله عز وجل ستار جميل الستر هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام حينما دعا ربه قال: يامن أظهر الجميل وستر القبيح.

    أي أنت في حصن حصين كل خواطرك الداخلية كل المشاعر كل الأفكار كل الطموحات، هذه كلها مستورة، فهذا من معنى المغفرة أي ستر عن الناس العيوب الفكرية.
    وشيء آخر الإنسان دون جلد قبيح جداً، لو رأيت إنساناً على مستوى العضلات فقط مخيف، إنها عضلات متداخل بعضها ببعض، لو رأيت عضلات الوجه وحدها لوليت من الإنسان فراراً، عشرات العضلات المتداخلة والمستقيمة والمائلة لكن يأتي هذا الجلد فيجعل الوجه جميلاً، فربنا عز وجل ستر العضلات بالجلد، ويوجد فتحات بالجسم كلها مستورة وما تراه هو المنظر الأنيق، هذا من معنى: يامن أظهر الجميل وستر القبيح، الوجه الجميل.

    فالله سبحانه وتعالى عندما يستر عن الناس عيوبنا الأخلاقية سواء منها الظاهرية أو الباطنية، فهو غفور يستر القبيح بعدم إطلاع الناس عليه، ويريد في الستر - وإن شئت فقل التمويه-، بان يكسونا بالظاهر الجميل من الأفعال، فيمدحنا الناس على أفعال حسنة ظهرت منا، فالغفور هو من ستر القبيح بالجميل، تماما كما ستر قبيح المنظر تحت الجلد بالجلد الجميل الحسن.

    عندنا بعض التفسيرات اللطيفة لقوله تعالى "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ..." الله عز وجل لم يقل قل يا عبادي الذين فسقوا، قل يا عبادي الذين زنوا، قل يا عبادي الذين شربوا الخمر، قل يا عبادي الذين قتلوا، بل قال: يا عبادي " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " فيها تلطف فيها ستر، فيها ستر لحالهم، تذوق الكلمات القرآنية: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ..." (الزمر:53)

    الشيء الثاني كلمة " قل يا عبادي " يوجد في الآية شيء جميل جدا أي هذا العبد أضافه الله إلى ذاته، والله تحببا لعباده تسلية وتطمينا لهم وإكراما لهم نسبهم إلى ذاته: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" فزينتهم بنسبتهم إلى ربهم وقبحهم لا يعقل أن يغلب نسبتهم إلى ربهم لذلك حينما يقول لك الله عز وجل "قل ياعبادي " يجب أن تفتخر يجب أن تطير إلى السماء حبا به وإقبالا عليه.

    أيها الأخ الكريم لا تكون في حالة نفسية صحيحة إلا إذا جمعت بين الخوف والرجاء، فإذا غلب الخوف حالة مرضية وإذا غلب الرجاء حالة مرضية وازن نفسك، يوجد في الدم هرمون التجلط وهرمون التميع إذا غلب هرمون التجلط رأيت الدم كالوحل في الأوردة والشرايين فيموت الإنسان فورا، وإذا غلب هرمون التميع سال الدم كله من ثقب صغير، في كلا الحالين الإنسان ميت ولا بد من التوازن الدقيق بين التجلط وبين التميع وبعلاقتك مع الله عز وجل يجب أن يكون هناك توازن دقيق جدا بين الرجاء والخوف، فأكثر الناس يقول: لا تدقق ولا تعقدها الله غفور رحيم هذا رجاء أبله، لو قرأت القرآن لوجدت أن الله سبحانه وتعالى يقول كثيراً ثم إن ربك للذين تابوا وآمنو وعملوا الصالحات إن ربك من بعدها لغفور رحيم إذا راجعت القرآن الكريم ودققت الآيات التي وردت من بعدها، تجدها آيات كثيرة: " وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأعراف: 153)

    نحن كعبيد ما علا قتنا بهذا الاسم؟ الله غفار وأنت؟ ألا تنسى أخطاء الآخرين أبدا ولا تغفرها؟

    قال العلماء: حظ المؤمن من اسم الغفار أن يستر من غيره ما يستره الله منه، أدق حق يعنيك من اسم الغفار أن تستر من إخوانك المؤمنين وغير المؤمنين ما ستره الله منك.
    امرأة زنت في عهد سيدنا عمر وأقيم عليها الحد ثم تابت وجاء من يخطبها، فجاء أخوها إلى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين جاء من يخطب أختي أفأخبره بذنبها وإقامة الحد عليها، غضب عمر رضي الله عنه أشد الغضب، قال: والله لو أخبرته لقتلتك.

    فأنت كمؤمن لك أخ صديق ذلت قدمه وقع في معصية علمتها أنت لا ينبغي أن تذكرها لأحد إذا كنت مؤمناً وعرفت اسم الغفار، كما أن الله غفر لك وتاب عليك يجب أن تغفر لإخوانك وأن تستر ذنوبهم، لك أخ وقع في ذنب إن تكلمت عن ذنبه فقد اغتبته وإن عيرته ابتليت به وإن رضيت منه هذا الذنب شاركته في الإثم، إذا أحدنا بلغه أن أخاه أكل مالاً حراماً يكفي أن يقول جيد ما فعل استطاع أن ييسر معيشته بهذه الكلمات يأثم معه، فثناؤه على معصيته، واستحسانه لعمله مشاركة في الإثم ، واحتقاره بقوله كيف فعل هذا سوف يبتلى بهذا الذنب لأنه عيره به وذكر معصيته للناس.

    لا يوجد إنسان كله أخطاء ولا ميزة له، عندك موظف كله سوء؟ أنا مسرور من أمانتك اطمئن، شخص دخل على النبي عليه الصلاة والسلام دخل على المسجد ليلحق ركعة مع رسول الله فركض وأحدث ضجة وجلبة وصخباً وضجيجاً وشوش على الصحابة صلاتهم فالنبي الكريم هكذا علمنا فقال له: (عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِعٌ فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلا تَعُدْ) (صحيح البخاري)

    فأنت كمؤمن عليك أن تتخلق بأخلاق الله عز وجل على قدرك البشري، يوجد قصة رائعة جدا عندما جاء عكرمة مسلماً بالله ماذا قال النبي الكريم، قال: جاءكم عكرمة مسلما، فإياكم أن تذموا أباه . من أبوه؟ أبوه أبو جهل أعدى أعداء النبي قال: فإن ذم الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

    يروى أن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام مر بجيفة ولا أعتقد أنه يوجد في الأرض أبشع لا في المنظر ولا في الرائحة من الجيفة، فقال أصحابه: ما أنتن ريحها، فقال عليه الصلاة والسلام: بل ما أشد بياض أسنانها أنظروا ما أجمل أسنانها، لعل مغزى هذه القصة، لن تكون أباً ناجحاً ولا معلماً ناجحاً ولا داعياً ناجحاً ولا تاجراً ناجحاً ولا مدير معمل ناجحاً ولا مدير مستشفى ناجحاً إلا إذا عرفت ميزات الذين حولك، ذكرتها وقدرتها بعدئذ وجه لهم ما شئت من النصائح فيقبلونها منك، أما إذا غفلت عن ميزاتهم وتتبعت أخطاءهم فهذا مما يبعدهم عنك
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 10, 2010 5:45 am


    الحكم
    قال بعض العلماء: " الحَكَم؛ هو صاحب الفصل بين الحقِّ والباطل ".
    أحياناً الباطل له جولةٌ وصولة، ربما سمح الله له أن يعلو، ربما أرخى الله له الحبل لكن إلى أمد.. لأنَّه حَكَم؛ لا بدَّ من أن يزهق الباطل، لأنَّ الله موجود.. لو أنَّ الباطل استشرى وامتدَّ وطغى وبغى إلى أمدٍ طويل، هذه الفكرة تتناقض مع وجود الله، لا بدَّ من أن يظهر الله آياته، وما أكثر الآيات، والآيات نراها كلَّ يوم.

    مثلا.. شريكان؛ كلٌّ يدَّعي أنَّه على حق، وأنَّ شريكه الآخر ظلمه.. الإنسان أحياناً يتكلَّم، ويأتي بالحجج الواهية، ويفتري ويخترع أدلَّةُ غير صحيحة، يوهم الناس، ولكنَّ الله هو الحكم.. فالشريكان؛ الظالم يُهلكه الله، والمظلوم يوفِّقه الله.. توفيق الله للمظلوم؛ هو حُكْمُ الله فيه. إهلاك الظالم هو حُكْمُ الله فيه.

    أيام يتوفّى أبٌ ويترك أولاداً، أحد أولاده الأقوياء يأخذ المال كلَّه، ويحرم إخوته، تدور الأيّام هؤلاء المظلومون إخوة هذا الأخ الباغي الظالم، يوفَّقون في أعمالهم، وهذا الذي أخذ المال الحرام، يُتلف الله ماله، وأحياناً يُضطرُّ أن يعمل عند إخوته.. الذي أخذ المال كلَّه وحرم إخوته منه، يخذله الله، ويتلف ماله، فيُضطرَّ أن يعمل عند إخوته الذين حرمهم من إرث أبيهم، فالله هو الحَكَمُ.

    فعندنا حكم يوم القيامة، لكن هناك حكم في الدنيا، هو نصر الله أو خِذلانه، توفيقه أو عدم توفيقه، تيسيره أو تعسيره، وما أكثر الشواهد، حياتنا زاخرةٌ بهذه الشواهد.. الذي كسب مالاً حلالاً قليلاً، يبارك الله له فيه، والذي كسب مالاً حراماً كثيراً، يتلِفُ الله ماله، الذي برَّ والديه يهبه الله أولاداً أبراراً، والذي عقَّ والديه يهبه الله أولاداً عاقّين؛ هذا حكم الله له.

    قال تعالى: " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" (الجاثية: 21)، يعني شابٌ مؤمنٌ مستقيمٌ، ويخاف الله ويرجو رحمته، ويتحرّى الحلال، ويبحث عن زوجةٍ صالحة، لا يكذب، ضابطاً لجوارحه، ضابط لدخله وإنفاقه، وشابٌ آخر متفلِّتٌ ليس عنده عقيدة، ولا استقامة، ولا عبادة، ولا حلال ولا حرام، يفعل ما يشاء. فإذا تساوى هذان الشابّان في التوفيق وفي النصر والتأييد، وفي التمتُّع في الحياة الدنيا. إن تساويا ولم يكن هناك فرقٌ بينهما، هذه الفكرة تتناقض مع وجود الله الحكم.

    فالحَكَمُ توفيقه حُكْمٌ، تيسيره حكم، تعسيره حكم، إلقاء الأمن في قلب المؤمن حكم، إلقاء الخوف والفزع في قلب المشرك حكم، أن يُقدِّر للإنسان حياةَ ضنك؛ أن يقدِّر للإنسان حياةً طيِّبة حكم، أن ينصرك حكم، أن يخذلك حكم، إن دعوته فاستجاب لك فدعاؤك صادق ومخلص، وإن لم يستجب فهناك سببٌ حال دون أن يُستجاب لك حكم.

    إن الله الحكم يُميِّز بين الشقيِّ والسعيد فقد قال تعالى: " مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ" (آل عمران: 179).

    في الدنيا قد يحكم القاضي، ولكنَّ محكمة النقض تنقُض حكمه، وقد يحكم رئيس محكمة النقضِّ، ولا يُصدَّق حكمُه، لكنَّ الله سبحانه وتعالى لا معقِّب لحكمه، وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً فلا مردَّ له لا تعقب لحكمه.

    قال الغزالي: " الحكم؛ هو الذي لا يقع في وعده ريب "، إذا وعد.. لأنَّ ربنا عزَّ وجلَّ يطمئننا، إذا حدَّثنا عن المستقبل، جاء الفعل ماضياً ففي قوله تعالى: " أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" (النحل: 1)

    بعض معاني هذا الاسم العظيم الحكم.. النّافذ حُكْمُه، فالإنسان أحياناً يصدر تعليمات فلا تنفَّذ، أو تنفَّذ في مركز المدينة، وفي أطرافها لا تنفَّذ، ما أكثر التعليمات التي تصدر والتي لا تنفَّذ. فبالطبع ليس كلَّ إنسان حكمه نافذ. أو لو أنَّ الإنسان أراد أن ينفذ حكمه، لاحتاج إلى جهاز كبير جداً، يعني الساعة الثالثة في منتصف الليل لا يوجد شرطي، فإذا كانت الإشارة حمراء يمكنه أن ينفذ منها ويتخطّاها، وبذلك نكون قد خرقنا حكم قانون السير، فمن غير المعقول وضع عند كلِّ إشارة شرطي ليلاً ونهاراً. إذاً الحكم لم يُنَفَذْ، فالإنسان أضعف من أن يُنفِّذ حكمه، أما الله سبحانه وتعالى، الحكم النافذ حكمه.

    كلمة " ...وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ... " (يونس: 109)، معنى ذلك؛ أنَّ هناك وقتاً وفيه ظلمٌ فقد يكون الإنسان مظلوماً. فالسيِّدة عائشة ألم تُظلم؟ فلماذا أخَّر الله الوحي شهراً؟ من أجل أن تُكشف النفوس، فأخَّر براءتها شهراً بأكمله، المؤمنون ظنّوا بأنفسهم خيراً، والمنافقون روَّجوا هذا الخبر وأشاعوه وأرجفوا في المدينة.. دققوا في هذه الكلمة من الآية " وَاصْبِرْ حَتَّى " أي اصبر إلى أن، فحتى حرف غاية.. " حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ " حتى يتصرف، حتى يقصم الظالم، وينصر المؤمن " وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ".

    سيِّدنا يوسف.. ماذا حكم عليه إخوته؟ أن يقتلوه، ألقوه في غيابت الجب ليموت.. بعد حين ماذا كانت النتيجة؟ دخلوا عليه فإذا هو عزيز مصر، مقامه كبيرٌ جداً، فمصر كانت أكبر مملكة هو رئيس وزارتها.

    اسم الله الحكم، يقتضينا أن نحتكم إلى الله أول موقف..أما إذا حُكِّمنا.. أن نحكم بالعدل، ينبغي أن نحتكم إلى الله لأنَّه يعلم كلَّ شيء، يعلم السرَّ وأخفى، ويقتضينا إذا حُكِّمنا في قضيَّة ألا ننحاز مع أحد.

    أحد القضاة وكان معروفاً في مدينته أنَّه يُحِبَّ الرُطب في بواكيرها، طُرِق بابه، فتح الغلام الباب، رأى رجلاً معه طبقاً رطب - وهذا شيء نفيس جداً في بواكيره، وهو غالٍ كثيراً، ومن نوع جيِّد -، فرجع إلى القاضي قال له: يا سيِّدي بالباب رجل ومعه طبقٌ رُطب. فقال له: صف لي إيَّاه. قال: صفته كيت وكيت. فعرف أنَّه أحد المتخاصمين، فقال: رُدَّ الطبق إليه. بعد حين قابل الخليفة وطلب إعفاءه من منصب القضاء. قال: ولِمَ وأنت الورع النزيه العالم الفقيه المجتهد؟ قال: والله جاءني قبل أيَّام رجل قدَّم لي طبق رطب، وفي اليوم التالي جاء مع خصمه ليحتكما إلي، تمنيَّتُ أن يكون الحقُّ مع صاحب الطبق الذي قدَّمه إلي، هذا مع أنِّي رددته فكيف لو قبلته؟.... فالله الحكم الذي لا يميل مع أحد، والله الحكم الذي لا يحابي أحد، فمَن مِن الخَلْق يخلوا من أن تعترضه هذه الآفات التي تقدح في حكمه.

    أنت حكماً بين ابنتك وصهرك، وتكلَّمت البنت على كيفها، فزمجرت وأرعدت وغضبت وقلت: هذا الصهر ليس عنده أدب، وسوف أقوم بتربيته وحرمانه من زوجته ستة أشهر.. فهل أسمعت منه قبل أن تحكم؟، نعم..الله لأنه عالم لا يحتاج أن يسأل الطرف الثاني، فهو يعلم السر وأخفى، فحكمه بناء على معرفةٍ بأقوال المتخاصِمَيْن، فالحكم يحكم بين اثنين، فلابد وأن يكون سمع من الاثنين، فمن يحكم قبل أن يسمع الاثنين فهو ظالم لا يعرف العدل، والعدل لا يحتاج إلى علم بأقوال الاثنين، وإذا فُقِد العلم بأقوال الاثنين وقع الحاكم في الظلم.

    قال أحدهم لأحد الشيوخ: يا سيدي قد لطمني أحدهم كفاً، فرددته له، أَعَليَّ شيء؟ قال له الشيخ: لا ليس عليك شيء. ثمَّ ظهر أنَّ الذي ضربه هو أبوه. فالفتوى على قدر الوصف.
    فالقضاء دقيق.. سمعت من ابنتك شيء وتكلَّمت عن زوجها كلَّ شيء، ألا يقتضي الحكم العدل أن تسمع من زوجها، ماذا فعلت به؟ سمعت من والدتك، فاسمع من زوجتك رأساً طلقها دون سماعها، فأنت أحياناً تكون حكماً بين زوجتك وأمك، وبين ابنتك وصهرك هؤلاء أقرب الناس إليك، أو تكون رئيساً لدائرة وعندك موظفان متشاجران دوماً، فإذا سمعت من واحدٍ منهم، فاستمع للآخر، ولا تعاقب على الفور بعدما سمعت من الأوّل، فإذا كنت حكماً يجب أن تحكم بالعدل، والعدل مبني على العلم، والله له العلم التام المحيط بكل شيء فحكمه على الأشياء بحكمة لأنه مبني على علم تام لا تنقصه أي معلومة يحتاجها الحكم، فمن يحكم على الناس فقد تقمص وصف الله، ومن يحكم على الناس فقد قام مقام الحَكَم، ومن يحكم على الناس كأنه يدّعي أنه تام المعرفة محيط بكل قول قيل في القضية ليحكم فيها، ومثل ما سبق من يصف الناس بقوله هذا مبتدع، وهذا فاسق، وهذا عاصي، وهذا من فرقة كذا الضالة، فليتق الله أقوامٌ موقوفون أمام الحَكَم يوم القيامة قائلا لهم " وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ" (الصافات: 24)، وأقول لكل من ظلمه إنسان وحكم عليه بغير الحق، سيحكم الله لك غدا بالحق، فكل الأحكام باطلة إلا حكم الله "إن الحكم إلا لله" لأنه احكم الحاكمين.

    قد يغيب عن الناس أن كلمة قاضٍ، هو إنسان بقَصْر العدل (المحكمة)، يعتلي منصة القضاء، ويحكم بين الناس، من قال لك ذلك؟ أنت في مئات الحالات قاضٍ، أنت أب عندك بنت متزوجة، جاءت البنت إليك تشكو زوجها، فأنت أردت أن تكيل الصاع صاعين لزوجها، أبقيتها عندك، ومنعتها من الاتصال به، سألته أنت؟ هل سألت زوجها ما الذي يزعجه منها؟ أبداً، انحاز إلى ابنته انحيازاً كاملاً، هو حكم الآن، لكن ما كان حكماً عادلاً، ما سمع من الطرفين.

    الحَكَم هو القادر على الفصل، وليس هذا إلا لله.. الحَكَم هو التام العلم في كل خصومة تُرْفع إليه، وليس هذا إلا لله.. الحكم هو العادل الذي بنى علمه على علم تام، وليس هذا إلا لله.. الحَكَم هو القهار الذي يقهر المتخاصمين على حكمه الذي حكم به بينهم "فلا رادّ لحكمه".
    هذه الصفات لا تجتمع إلا في الله على الكمال، فلا تدخل في اختصاص ليس من اختصاصك، وتذكر أنك إن حكمتَ حَكَمَ الله عليك لأنه "أحكم الحاكمين"، وتذكر أن من يحكم بين العباد في الأرض هم العلماء المجتهدون الذين يوقّعون الأحكام نيابة عن الله بأمر من الله.. فهل انت منهم؟


    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Fri Feb 12, 2010 4:44 pm

    تذكير بحلقة اليوم
    eman
    eman
    مهاجم
    مهاجم


    Posts : 2104
    Points : 2194
    Reputation : 17
    Join date : 2009-12-07
    Age : 41
    Location : KUWAIT

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by eman Fri Feb 12, 2010 5:17 pm

    شكرا يا منوره الداعية مصطفى حسنى - Page 4 128466
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Fri Feb 12, 2010 6:11 pm

    العفو يا إيمى
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Sat Feb 13, 2010 5:24 am

    حلقة النهاردة كانت عن حب الوطن
    اتكلم فيها كمان عن مصر والجزائر الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Icon_biggrin ابقوا شوفوها بقى دى كانت مهمة جدا
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Sat Feb 13, 2010 5:58 am

    ملخص الحلقة
    خدعة اليوم هي الفرق بين حب الوطن الذي أمر الله به وماذا يحدث عندما يتخذ الشيطان هذا الحب مدخلا ليجعله فتنة ينتج عنه الفرقة والتعصب

    هيا بنا نكتشف خدع حول مفهوم حب الأوطان

    بلدك هي اختيار الله لك، وقدر الله عليك، وأمرنا الله أن نحب أوطاننا.

    بحبك يا بلدي...
    بحبك يا بلدي لأنك أهلي وناسي
    بحبك يا بلدي انتي طفولتي وذكرياتي
    بحبك يا بلدي انتي خروجاتي وأصحابي

    بحبك حتى لو فى مشاكل...وبنحمد ربنا رغم المصاعب، لأن المصاعب من طبيعة الدنيا وليست مشكلة في البلد...قال العلماء: "لا تستغرب وقوع الأكدار، مادمت فى هذه الدار"

    عندما رجعنا إلى كلام الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وجدنا أن حب الأوطان من صميم الدين

    انظروا إلى حب هذا الرجل الصالح لوطنه وأنه أراد أن يعم الخير والإيمان على أهل بلده:
    وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)رغم تعذيب أهله له حتى مات، عندما دخل الجنة قال "... يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ" هذا الرجل يحب أهل وطنه ويدعوهم إلى الخير وإلى إتباع المرسلين، والطبيعي عند دخول الجنة أن ينشغل بنعيم الجنة...ولكنه حتى عندما دخل الجنة كان يفكر في قومه... ما هذا الحب!

    ولكن! حب الوطن إن لم يكن لله، يستخدمه الشيطان ويكون مدخل له ليتسبب في الفرقة والتعصب بين المسلمين

    المشكلة: الفتنة والفرقة
    نابعة من مفهوم خاطئ هو: حباً في وطني من حقي أتعصب وأظلم
    تم تغذيته من خلال أفكار: حقائق مزيفة وكل شعب يظن أن الحق فقط معه
    فنتج عنه سلوكيات: اهانة لمسلم ليس من وطني، دفن لكراهية داخل الصدور ستورث إن لم يتدخل العقلاء

    موضوع مصر والجزائر فتنة وفيها حقوق، ولكن هذه الحقوق لن يرجعها الشعوب...هذه المشكلة سببها اطار كبير اسمه حب الوطن وداخل هذا الاطار دائرة التعصب وبداخلها مركزية اسمها "أنا" بحب بلدي، ولكن بطريقة ليست على مراد الله...

    ما يجب علينا كشعوب تجاه هذه الفتنة:
    1- وقف الكلام السلبي.
    2- الدعاء " رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا..." (الممتحنة:5).
    3- وصية: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان: فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 17, 2010 5:12 am

    تحميل الحلقة السادسة
    http://rapidshare.com/files/350007394/Khad3oka.Faqalo.S03.Ep06.DVDRip.XviD.part1.avi
    http://rapidshare.com/files/350051772/Khad3oka.Faqalo.S03.Ep06.DVDRip.XviD.part2.avi
    الحلقة دى مهمة جداااا اتكلم فيها عن حب الوطن
    واتكلم عن مصر والجزائر
    osamahlawy
    osamahlawy
    Admin


    Posts : 126292
    Points : 128347
    Reputation : 12
    Join date : 2009-09-29
    Age : 41
    Location : Cairo

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by osamahlawy Wed Feb 17, 2010 5:16 am

    جزاك الله خيرا يا منورة
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 17, 2010 5:22 am

    وإياك يا أسامة
    حاول تشوف الحلقة دى مهمة اوى ليك يمكن تحب مصر شوية ولا حاجة الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Icon_biggrin
    osamahlawy
    osamahlawy
    Admin


    Posts : 126292
    Points : 128347
    Reputation : 12
    Join date : 2009-09-29
    Age : 41
    Location : Cairo

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by osamahlawy Wed Feb 17, 2010 5:23 am

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 373558
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 17, 2010 5:25 am

    بجد ده حب الوطن طلع حاجة مهمة جدا من الناحية الدينية كمان
    حاول أرجوك الداعية مصطفى حسنى - Page 4 712541
    osamahlawy
    osamahlawy
    Admin


    Posts : 126292
    Points : 128347
    Reputation : 12
    Join date : 2009-09-29
    Age : 41
    Location : Cairo

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by osamahlawy Wed Feb 17, 2010 5:30 am

    الوطن مش بالجنسية
    منا بحب الدول الاسلامية والعربية pirat
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 17, 2010 5:31 am

    حبهم ماشى
    بس حب مصر كمان الداعية مصطفى حسنى - Page 4 80914
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 17, 2010 5:33 am

    لو شوفت الحلقة هتفهم قصدى دى مهمة جدا بجد الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Icon_smile
    حاول تتفرج عليها
    ولا مش هتتفرج الداعية مصطفى حسنى - Page 4 588568 الداعية مصطفى حسنى - Page 4 588568
    eman
    eman
    مهاجم
    مهاجم


    Posts : 2104
    Points : 2194
    Reputation : 17
    Join date : 2009-12-07
    Age : 41
    Location : KUWAIT

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by eman Wed Feb 17, 2010 5:37 am

    اكيد مش حيتفرج يا بنتى دا اسامة Laughing
    mannora
    mannora
    مدرب عام
    مدرب عام


    Posts : 8214
    Points : 8564
    Reputation : 20
    Join date : 2009-10-07
    Age : 40

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by mannora Wed Feb 17, 2010 5:39 am

    يلا اتفرج بقى بالعند فينا الداعية مصطفى حسنى - Page 4 90982
    eman
    eman
    مهاجم
    مهاجم


    Posts : 2104
    Points : 2194
    Reputation : 17
    Join date : 2009-12-07
    Age : 41
    Location : KUWAIT

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by eman Wed Feb 17, 2010 5:45 am

    جزاك الله خيرا يا منوره الداعية مصطفى حسنى - Page 4 128466
    osamahlawy
    osamahlawy
    Admin


    Posts : 126292
    Points : 128347
    Reputation : 12
    Join date : 2009-09-29
    Age : 41
    Location : Cairo

    الداعية مصطفى حسنى - Page 4 Empty Re: الداعية مصطفى حسنى

    Post by osamahlawy Wed Feb 17, 2010 5:55 am

    لا حاتفرج ان شا الله

      Current date/time is Sat Nov 23, 2024 7:25 pm